يحسن (١) البعض ، إلاّ أنّه في غاية البعد.
ولو حمل الضيق في كلام من رأينا كلامه من الأصحاب (٢) على أنّه لم يبق من الوقت إلاّ مقدار قراءة ما يحسن مع باقي الأفعال وبالتعويض يخرج الوقت ، فهو ممكن لكن بتكلّف ، إلاّ أن يقيّد بأنّ المراد عدم الزيادة على مقدار الواجب من القراءة أي الفاتحة وسورة قصيرة كاملة ، فعلى تقدير إمكان التعلّم يجب الاشتغال إلى أن لا يبقى إلاّ وقت ما يعلمه بناء على عدم وجوب العوض ، وعلى القول به إلى مقداره ، كما ذكره بعض محققي المتأخّرين رحمهالله (٣) وفيه تكلّف أيضا ، وبالجملة فالمقام محل نظر.
وقد تقدّم منّا كلام في أوّل هذا الجزء في الحديث المتضمن لأنّ من لم يحسن قراءة القرآن يجزؤه التكبير والتسبيح ، وذكرنا ما لا بدّ منه فيه (٤).
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الخبر الأوّل قد ذكر في الاستدلال لوجوب السورة من المتأخّرين (٥) ، كما يظهر من الشيخ ، ومن الذاكرين العلاّمة في المختلف غير واصف له بالصحة (٦) ـ وأظنّ اقتفى أثره بعض محققي المعاصرين ـ سلّمه الله ـ (٧) ـ وهو غريب من العلاّمة ، فإنّه في الخلاصة (٨) ظاهره توثيق محمّد بن عبد الحميد.
__________________
(١) في « رض » : لم يحسن.
(٢) كالأردبيلي في مجمع الفائدة ٢ : ٢١٣.
(٣) الأردبيلي في مجمع الفائدة ٢ : ٢١٤.
(٤) راجع ص ٩٤ ـ ٧ ـ ١٥٣١.
(٥) راجع ص ١٣٢.
(٦) المختلف ٢ : ١٦٢.
(٧) البهائي في الحبل المتين : ٢٢٤.
(٨) الخلاصة : ١٥٤ / ٨٤.