والبول في الأرض الصلبة ، وفي ثقوب الحيوان ،
______________________________________________________
ولا تستدبرها » (١) ومقتضاها عموم الكراهة بالنسبة إلى الحدثين والى الاستقبال والاستدبار.
قوله : والبول في الصلبة.
لئلا يعود اليه. وكذا ما في معناها ، كالجلوس في أسفل الأرض المنحدرة ، وقد ورد بذلك روايات كثيرة.
منها ما رواه عبد الله بن مسكان في الحسن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أشد الناس توقيا للبول ، كان إذا أراد البول يعمد الى مكان مرتفع من الأرض ، أو الى مكان من الأمكنة فيه التراب الكثير كراهية أن ينضح عليه البول » (٢).
قوله : وفي ثقوب الحيوان.
وهي جحرتها (٣) بكسر الجيم وفتح الحاء والراء المهملتين. وإنما كره ذلك لورود النهي عنه في بعض الأخبار (٤) ، ولأنه لا يؤمن من خروج حيوان يلسعه ، فقد حكي أنّ سعد بن عبادة بال في جحر بالشام فاستلقى ميتا ، فسمعت الجن تنوح عليه بالمدينة وتقول :
نحن قتلنا سيد
الخزرج سعد بن عبادة |
|
ورميناه بسهمين
فلم نخط فؤاده (٥) |
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٣٣ ـ ٨٨ ) ، الإستبصار ( ١ : ٤٧ ـ ١٣١ ) ، الوسائل ( ١ : ٢١٣ ) أبواب أحكام الخلوة ب (٢) ح (٦).
(٢) الفقيه ( ١ : ١٦ ـ ٣٦ ) ، التهذيب ( ١ : ٣٣ ـ ٨٧ ) ، علل الشرائع ( ١ : ٢٧٨ ـ ١ ) ، الوسائل ( ١ : ٢٣٨ ) أبواب أحكام الخلوة ب (٢٢) ح (٢).
(٣) جحرة : الجحر : كل شيء يحتفره الهوام والسباع لا نفسها جمعها جحرة ( القاموس ١ : ٤٠٠ ).
(٤) سنن أبي داود ( ١ : ٨ ـ ٢٩ ) ، سنن النسائي ( ١ : ٣٣ ) ، مسند أحمد بن حنبل ( ٥ : ٨٢ ).
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ( ٣ : ٦١٧ ).