والخضاب.
______________________________________________________
ذلك؟ قال : « إنّ الله يتوفى الأنفس في منامها ، ولا يدري ما يطرقه من البلية ، إذا فرغ فليغتسل » (١).
وأما انتفاء الكراهة مع الوضوء فيدل عليه ما رواه ابن بابويه في الصحيح ، عن عبيد الله الحلبي ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الرجل أينبغي له أن ينام وهو جنب؟ قال : « يكره ذلك حتى يتوضأ » (٢) قال ابن بابويه : وفي حديث آخر قال : « أنا أنام على ذلك حتى أصبح ، وذلك أني أريد أن أعود » (٣).
قوله : والخضاب.
الخضاب : ما يتلون به من حناء وغيره ، وقد اختلف الأصحاب في كراهة الاختضاب للجنب ، فأثبتها المفيد (٤) والمرتضى (٥) ـ رحمهما الله ـ والشيخ في جملة من (٦) كتبه. وقال ابن بابويه في كتابه : ولا بأس أن يختضب الجنب ، ويجنب وهو مختضب ، ويحتجم ، ويتنور ، ويذكر الله ، ويذبح ، ويلبس الخاتم ، وينام في المسجد ويمر فيه (٧).
احتج القائلون بالكراهة بورود النهي عنه في عدة أخبار (٨) ، وفي بعضها : « لا أحب له ذلك » وهو صريح في الكراهة ، وفي الجميع قصور من حيث السند. وعلل المفيد ـ رحمهالله ـ في المقنعة الكراهة بأن الخضاب يمنع وصول الماء إلى ظاهر الجوارح التي
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٣٧٢ ـ ١١٣٧ ) ، الوسائل ( ١ : ٥٠١ ) أبواب الجنابة ب (٢٥) ح (٤).
(٢) الفقيه ( ١ : ٤٧ ـ ١٧٩ ) ، الوسائل ( ١ : ٥٠١ ) أبواب الجنابة ب (٢٥) ح (١).
(٣) الفقيه ( ١ : ٤٧ ـ ١٨٠ ) ، الوسائل ( ١ : ٥٠١ ) أبواب الجنابة ب (٢٥) ح (٢).
(٤) المقنعة : (٧).
(٥) نقله عنه في المعتبر ( ١ : ١٩٢ ).
(٦) الاستبصار ( ١ : ١١٧ ) ، والنهاية : (٢٨) ، والمبسوط ( ١ : ٢٩ ).
(٧) الفقيه ( ١ : ٤٨ ).
(٨) الوسائل ( ١ : ٤٩٧ ) أبواب الجنابة ب (٢٢) ح ( ٨ ـ ١٢ ).