وهي إرادة تفعل بالقلب. وكيفيتها أن ينوي الوجوب أو الندب والقربة. وهل يجب نية رفع الحدث ، أو استباحة شيء مما يشترط فيه الطهارة؟ الأظهر أنه لا يجب.
______________________________________________________
النجاسة وما شابهها ملتبس جدا ، لخلو الأخبار ( من هذا البيان ) (١). وما قيل من أنّ النية إنما تجب في الأفعال دون التروك منقوض بالصوم والإحرام (٢) ، والجواب بأنّ الترك فيهما كالفعل تحكم. ولعل ذلك من أقوى الأدلة (٣) على سهولة الخطب في النية ، وأنّ المعتبر فيها تخيل المنوي بأدنى توجه ، وهذا القدر أمر لا ينفك عنه أحد من العقلاء ، كما يشهد به الوجدان. ومن هنا قال بعض الفضلاء : لو كلّف الله تعالى بالصلاة أو غيرها من العبادات بغير نية كان تكليفا بما لا يطاق. وهو كلام متين لمن تدبره والله الموفق.
قوله : وهي إرادة تفعل بالقلب.
الإرادة بمنزلة الجنس ، والوصف بمنزلة الفصل يخرج به إرادة الله تعالى.
ويعلم من ذلك أنّ النطق لا تعلق له بالنية أصلا ، فإن القصد الى فعل من الأفعال لا يعقل توقفه على اللفظ بوجه من الوجوه. ولا ريب في عدم استحبابه أيضا ، لأن الوظائف الشرعية موقوفة على الشرع ، ومع فقده فلا توظيف ، بل ربما كان فعله على وجه العبادة إدخالا في الدين ما ليس منه ، فيكون تشريعا محرما.
قوله : وكيفيتها أن ينوي الوجوب أو الندب والقربة ، وهل يجب نية رفع الحدث ، أو استباحة شيء مما يشترط فيه الطهارة؟ الأظهر أنه لا يجب.
اختلف علماؤنا في كيفية النية في الوضوء على أقوال ، فقيل بالاكتفاء بقصد
__________________
(١) ما بين القوسين من « ق » ، « ح ».
(٢) كما في جامع المقاصد ( ١ : ٢١ ).
(٣) في « م » دلالة.