وهذا الكتاب يعتمد على أربعة أركان :
الأوّل : في المياه ، وفيه أطراف :
الأوّل : في الماء المطلق :
وهو كل ما يستحق إطلاق اسم الماء عليه من غير إضافة. وكله طاهر مزيل للحدث والخبث.
______________________________________________________
قوله : الركن الأول ، في المياه.
جمعه باعتبار تعدد أفراده ، والمراد بها الأعم من الحقيقة والمجاز.
قوله : الأول ، في الماء المطلق ، وهو : كل ما يستحق إطلاق اسم الماء عليه من غير إضافة.
قد عرفت أنّ الغرض من هذه التعريفات إنما هو مجرد كشف معنى الاسم وإبدال اللفظ المجهول بلفظ معلوم ، فلا يرد على هذا التعريف أنه فاسد ، لاشتماله على لفظ الماء فيكون دوريا ، ولفظة : كل ، وهي لا تذكر في التعريف لأنها لعموم الأفراد والتعريف إنما هو للماهية.
ومعنى استحقاقه لإطلاق الاسم : أنّ ذلك الاسم موضوع بإزائه عند أهل العرف بحيث يستفاد منه من دون إضافة ، وجواز تقييد بعض أفراده كماء البحر ونحوه لا يخرجه عن الاستحقاق.
قوله : وكله طاهر مزيل للحدث والخبث.
أجمع العلماء كافة على أنّ الماء المطلق طاهر في نفسه ومطهر لغيره ، سواء نزل من السماء ، أو نبع من الأرض ، أو أذيب من الثلج والبرد ، أو كان ماء بحر ، أو غيره ،