إلى الكعبين ، وهما قبّتا القدمين ،
______________________________________________________
إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ) (١) أما على قراءة الجر فبالعطف على الرؤوس ، وعطف اليدين على الوجه موجب لاشتراكهما في الغسل ، فيكون عطف الرجلين على الرأس كذلك عملا بمقتضى العطف.
فإن قيل : لا نسلم أنّ خفض الأرجل بالعطف على الرؤوس ، ولم لا يجوز أن يكون بالمجاورة ، وإن كان معطوفا على الأيدي ، كما في : حجر ضب خرب.
قلنا : الإعراب بالمجاورة نادر لا يقاس عليه ، بل قيل : إنه لم يجيء في كلام الفصحاء ، كما اعترف به جماعة (٢) ، منهم المحقق النيشابوري في تفسيره حيث قال : ولا يمكن أن يقال أنّه كسر على الجوار كما في قوله : جحر ضب خرب ، لأن ذلك لم يجيء في كلام الفصحاء في السعة ، وأيضا أنه جاء حيث لا لبس ولا عطف بخلاف الآية.
وأما القراءة بالنصب فيكون للعطف على محل برؤوسكم. وبالجملة فهذا الحكم معلوم من مذهب أهل البيت عليهمالسلام ضرورة ، فالبحث فيه خارج عن غرضنا (٣) في هذا التعليق.
قوله : وهما قبّتا القدمين.
ما ذكره المصنف ـ رحمهالله ـ في تفسير الكعبين من أنهما قبتا القدمين هو المعروف من مذهب الأصحاب ، ونقل عليه المرتضى ـ رحمهالله ـ في الانتصار ، والشيخ في الخلاف الإجماع (٤). وقال في المعتبر : إنه مذهب فقهاء أهل البيت (٥). واحتج عليه من
__________________
(١) المائدة : (٦).
(٢) منهم المحقق في المعتبر ( ١ : ١٤٨ ) ، والعلامة في المنتهى ( ١ : ٦٤ ) ، والشهيد الثاني في الروضة البهية ( ١ : ٧٦ ).
(٣) في « ح » فرضنا.
(٤) الانتصار : (٢٨) ، الخلاف ( ١ : ١٦ ).
(٥) المعتبر ( ١ : ١٤٨ ).