الثالث : في كيفية الوضوء ، وفروضه خمسة :
______________________________________________________
ومن هنا يظهر أنّ ما ذكره جدي ـ قدسسره ـ في روض الجنان (١) من إبدال الحيعلات (٢) بالحوقلة (٣) ، لكونها ليست ذكرا ، وعدم النص على استحباب حكايته على الخصوص غير جيد. ويجب ردّ السلام ، كما صرح به في المنتهى (٤). واستحب الحمد عند العطاس (٥) ، واستحب التسميت أيضا ، ولعل تركه أولى ، والله تعالى أعلم بحقائق أحكامه.
قوله : الثالث ، في كيفية الوضوء ، وفروضه خمسة.
الفروض جمع الفرض ، وهو لغة التقدير ، قال الله تعالى ( فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ ) (٦) أي قدرتم. وعرفا : الواجب والمحتوم ، وخصّ الحنفية الفرض بما ثبت بالدليل القطعي ، والواجب بما ثبت بالظني ، ولا مأخذ له. ولكن لا مشاحة في الاصطلاح.
والمراد بالفروض المنحصرة في الخمسة : الفروض الثابتة بنصّ الكتاب (٧) ، لأن وجوب الترتيب والموالاة ونحوهما إنما يستفاد من السنة.
وجعل المصنف في النافع (٨) الفروض سبعة ، بإضافة الترتيب والموالاة الى هذه
__________________
(١) روض الجنان : (٢٤٥).
(٢) الحيعلة : حكاية قولك حيّ على الصلاة حي على الفلاح ( القاموس ٣ : ٣٧٦ ).
(٣) الحوقلة : قال في النهاية ( ١ : ٤٦٤ ) : الحوقلة لفظة مبنية من لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال هكذا ذكره الجوهري بتقديم اللام على القاف وغيره يقول : الحوقلة بتقديم القاف على اللام ، والمراد من هذه الكلمة إظهار الفقر الى الله بطلب المعونة منه على ما يحاول من الأمور وهو حقيقة العبودية.
(٤) منتهى المطلب ( ١ : ٤١ ).
(٥) في « ق » زيادة : ولا بأس به.
(٦) البقرة : (٢٣٧).
(٧) المائدة : (٦).
(٨) المختصر النافع : (٥).