ووقت النيّة عند غسل الكفين ، وتتضيّق عند غسل الوجه ،
______________________________________________________
أو لازمة للفعل كالتبرد والتثخن (١).
والضميمة الأولى مبطلة للعبادة عند أكثر علمائنا ، لأنها منافية للإخلاص ، ويحكى عن المرتضى رضياللهعنه أنّ عبادة الرياء تسقط الطلب عن المكلف ولا يستحق بها ثوابا (٢) ، وهو بعيد جدا.
وفي الثانية قولان (٣) : أشهرهما الصحة ، لعدم منافاة الضميمة لنية القربة فكان كنيّة الغازي القربة والغنيمة ، ولأن اللازم واجب الحصول فلا تزيد نيته على عدمها. وأحوطهما العدم ، لعدم تحقق معنى الإخلاص المعتبر في العبادة.
واحتمل الشهيد ـ رحمهالله ـ الصحة إن كان الباعث هو القربة ثم طرأت النية الأخرى ، والبطلان إن كان الباعث هو مجموع الأمرين ، لعدم الأولوية حينئذ (٤).
هذا كله إذا لم تكن الضميمة راجحة ، والا فالمتجه الصحة مطلقا. ومن هذا الباب قصد الإمام بإظهار تكبيرة الإحرام إعلام القوم ، وضم الصائم إلى نية الصوم قصد الحمية ، وقصد مظهر إخراج الزكاة اقتداء غيره به ، ونحو ذلك.
قوله : ووقت النيّة عند غسل اليدين ، وتتضيّق عند غسل الوجه.
المراد بغسل اليدين : الغسل المستحب للوضوء ، أو الواجب له كما صرح به جماعة من الأصحاب (٥) ، فيخرج من ذلك الواجب والمستحب لغيره والمكروه والمباح. وهذا
__________________
(١) التثخّن : استثخن الرجل ثقل من نوم أو إعياء ( لسان العرب ١٣ : ٧٧ ).
(٢) الانتصار : (١٧).
(٣) اختار القول بالصحة المحقق في المعتبر ( ١ : ١٤٠ ) ، والقول بالبطلان الأردبيلي في مجمع الفائدة ( ١ : ٩٩ ).
(٤) كما في القواعد والفوائد ( ١ : ٨٠ ) ، الذكرى : (٨١).
(٥) منهم ابن إدريس في السرائر : (١٧) ، والمحقق في المعتبر ( ١ : ١٤٠ ) ، والعلامة في القواعد ( ١ : ٢٢ ) ، والشهيد الثاني في المسالك ( ١ : ٥ ).