وفي الماء جاريا وواقفا ، والأكل والشرب
______________________________________________________
قوله : وفي الماء جاريا وراكدا.
لورود النهي عنه ، وعللت الكراهة في بعض الأخبار بأنّ للماء أهلا (١). وتشتد الكراهة في الراكد. واستثني من ذلك الماء المعد في بيوت الخلاء لأخذ النجاسة واكتنافها ، كما يوجد في الشام ، وما جرى مجراها من البلاد الكثيرة الماء ، وهو مشكل ، لإطلاق النهي. وكيف كان فيجب القطع بانتفاء الكراهة مع الضرورة ، كما وقع التصريح به في الخبر.
قوله : والأكل والشرب.
قال المصنف في المعتبر : إنما كره الأكل والشرب لما يتضمن من الاستقذار الدال على مهانة نفس معتمدة (٢).
واحتج عليه في المنتهى (٣) أيضا بما رواه ابن بابويه ـ رحمهالله ـ في كتابه ، قال : دخل أبو جعفر الباقر عليهالسلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها وغسلها ودفعها الى مملوك معه فقال : « تكون معك لآكلها إذا خرجت » فلما خرج قال للمملوك : « أين اللقمة »؟ قال : أكلتها يا بن رسول الله ، فقال : « إنها ما استقرت في جوف أحد إلا وجبت له الجنة ، فاذهب فأنت حر لوجه الله ، فإني أكره أن استخدم رجلا من أهل الجنة » (٤).
وذلك لأنّ تأخيره عليهالسلام لأكل تلك اللقمة مع ما فيه من الثواب العظيم
__________________
(١) التهذيب ( ١ : ٣٤ ـ ٩٠ ) ، الإستبصار ( ١ : ١٣ ـ ٢٥ ) ، الوسائل ( ١ : ٢٤٠ ) أبواب أحكام الخلوة ب (٢٤) ح (٣).
(٢) المعتبر ( ١ : ١٣٨ ).
(٣) منتهى المطلب ( ١ : ٤١ ).
(٤) الفقيه ( ١ : ١٨ ـ ٤٩ ) ، الوسائل ( ١ : ٢٥٤ ) أبواب أحكام الخلوة ب (٣٩) ح (١).