مع العلم بنجاستها بملاقاة دم النفاس حين الولادة ، ولجملة من الروايات (١) الدالة على طهارة الطير بعد زوال عين النجاسة عن منقاره ، فان كان الملاقي له في مفروض المثال يابساً كالثوب والبدن ، فالكلام فيه هو الكلام في غيره من أنّ جريان الاستصحاب وعدمه منوط بالقول بكون الموضوع مركباً أم بسيطاً ، فلا حاجة إلى الاعادة. وإن كان الملاقي له رطباً ، كما إذا وقع الذباب المذكور في ظرف الماء أو على الثوب الرطب مثلاً ، فلاينبغي الاشكال في جريان الاستصحاب حتى على القول بكون موضوع التنجس هو السراية ، لأنّ الملاقاة مع رطوبة
__________________
(١) نقل في الوسائل عن الكليني قدسسره عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى جميعاً عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن الحسن بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبدالله عليهالسلام قال «سئل عمّا تشرب منه الحمامة؟ فقال عليهالسلام : كل ما أكل لحمه فتوضأ من سؤره واشرب ، وعن ماء شرب منه باز أو صقر أو عقاب؟ فقال عليهالسلام : كل شيء من الطير يتوضأ مما يشرب منه ، إلاّأن ترى في منقاره دماً ، فان رأيت في منقاره دماً ، فلا توضأ منه ولا تشرب».
ونقله عن الشيخ قدسسره باسناده عن محمّد بن يعقوب وزاد «وسئل عن ماء شربت منه الدجاجة؟ قال عليهالسلام : إن كان في منقارها قذر لم يتوضأ منه ولم يشرب ، وإن لم يعلم أنّ في منقارها قذراً ، توضأ منه واشرب».
وعن محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن أحمد بالاسناد ، وذكر الزيادة وزاد : «وكل ما يؤكل لحمه فليتوضأ منه وليشربه». «وسئل عمّا يشرب منه باز أو صقر أو عقاب؟ فقال عليهالسلام : كل شيء من الطير يتوضأ مما يشرب منه ، إلاّأن ترى في منقاره دماً ، فلا تتوضأ منه ولا تشرب» [الوسائل ١ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ / أبواب الأسئار ب ٤ ح ٢ و ٣ و ٤].