أنها تكون أقل ثواباً. ولا يرد عليه (١) بلزوم اتصاف العبادة التي تكون أقل ثواباً من الأخرى بالكراهة. ولزوم (٢) اتصاف ما لا مزية فيه ولا منقصة بالاستحباب ، لأنه (٣) أكثر ثواباً مما فيه المنقصة ، لما (٤)
______________________________________________________
(١) الراد صاحب الفصول «قده» ، وحاصل رده : أن الكراهة بمعنى أقلية الثواب تستلزم أمرين لا يمكن الالتزام بهما.
أحدهما : ما أشار إليه المصنف (قده) بقوله : «بلزوم اتصاف العبادة ... إلخ» وحاصله : لزوم اتصاف كل عبادة تكون أقل ثواباً من أخرى بالكراهة ، مثلا إذا كان ثواب الصلاة أكثر من ثواب الصوم لزم أن يكون الصوم مكروهاً. وكذا الحال بالنسبة إلى أفراد طبيعة واحدة مع تشخصها بمشخصات مختلفة من حيث الملاءمة وعدمها ، فتكره الصلاة في السوق بالإضافة إلى صلاة القبيلة ، وهكذا.
ثانيهما : ما أشار إليه بقوله «ولزوم اتصاف ما لا مزية فيه» وحاصله : أن تفسير الكراهة في العبادة بأقلية الثواب يستلزم استحباب العبادة المكتنفة بما لا يلائمها ولا ينافرها ، كالصلاة في الدار بالإضافة إلى الصلاة في الحمام ، ونحوه من المشخصات المنافرة للطبيعة ، لكون الصلاة في الدار أكثر ثواباً من الصلاة في الحمام.
(٢) معطوف على «لزوم» ، وهذا إشارة إلى الأمر الثاني الّذي أوضحناه بقولنا : «وحاصله ان تفسير الكراهة ... إلخ».
(٣) أي : لأن ما لا مزية ولا منقصة فيه أكثر ثواباً من الفرد المتشخص بما فيه المنقصة.
(٤) تعليل لقوله : «ولا يرد عليه» وقد عرفت توضيحه عند شرح كلام المصنف : «وذلك لأن الطبيعة المأمور بها في حد نفسها ... إلخ» وملخصه : أن أكثرية الثواب وأقليته انما تضافان إلى نفس الطبيعة المتشخصة بمشخص