والإيجاب (*) لا لزوم (١) إتيانه عقلا ، خروجاً (٢) عن عهدة ما تنجز عليه سابقاً (٣) ، ضرورة (٤) أنه لو لم يأت به لوقع في المحذور الأشد ، ونقض الغرض الأهم ، حيث (٥) انه الآن (٦) كما كان عليه من الملاك والمحبوبية بلا حدوث قصور أو طروء فتور فيه أصلا ، وانما كان
______________________________________________________
(١) يعني : أن الساقط هو الخطاب الفعلي ، لا لزوم الإتيان بالمقدمة عقلا.
(٢) تعليل للزوم الإتيان عقلا.
(٣) يعني : قبل الاضطرار ، وحاصله : أنه يجب بحكم العقل الإتيان بالحرام المضطر إليه بسوء الاختيار لأجل الخروج عن عهدة التكليف الّذي تنجز عليه قبل الاضطرار.
(٤) تعليل لعدم سقوط الوجوب العقلي ، وحاصله : أنه لو لم يأت بالحرام المضطر إليه كالخروج عن المغصوب وشرب الخمر للتخلص عن الغصب ، وحفظ النّفس عن التلف لوقع في المحذور الأشد ، وهو تلف النّفس والبقاء في الغصب.
(٥) تعليل للوقوع في المحذور الأشد ، وضمير «انه» راجع إلى ذي المقدمة.
(٦) يعني : بعد الاضطرار ، وحاصله : أن حفظ النّفس عن الحرام ـ كالهلكة والبقاء في المغصوب ـ باق على ما كان عليه قبل الاضطرار من الملاك والمحبوبية ، ولم يحدث فيه بسبب الاضطرار قصور أصلا. نعم سقط خطابه لأجل المانع وهو حرمة مقدمته كالخروج وشرب الخمر ، فالمقدمة باقية على حرمته التي
__________________
(*) لا يخفى أنه مع انحصار طريق إحراز الملاك بالخطاب المشتمل على الطلب الفعلي ينسد باب إحرازه بسقوط الخطاب ، فيشكل حينئذ تصحيح العبادة به.