الصحة في العبادة والمعاملة لا تختلف ، بل فيهما (١) بمعنى واحد وهو التمامية (*) ، وانما الاختلاف فيما هو المرغوب منهما من (٢) الآثار التي بالقياس عليها تتصف (٣) بالتمامية وعدمها.
وهكذا (٤) (**) الاختلاف بين الفقيه والمتكلم في صحة العبادة
______________________________________________________
والنّظر تصح دعوى اتحاد الصحة مفهوماً في العبادات والمعاملات ، بأن يقال : ان مفهومهما مطلقاً التمامية.
(١) أي : في العبادة والمعاملة.
(٢) بيان لـ «ما» في قوله : «فيما هو المرغوب» ، وضمير «منهما» راجع إلى العبادة والمعاملة.
(٣) أي : العبادة والمعاملة ، والصواب «تتصفان» بالتثنية كما لا يخفى ، وضمير «عليها» راجع إلى الآثار ، والأولى تبديل «عليها» بـ «إليها».
(٤) هذا هو الأمر الثاني الّذي تعرض له المصنف «قده» في الأمر السادس ، وغرضه من قوله : «وهكذا الاختلاف» التعريض بمن نسب الاختلاف إلى الفقهاء والمتكلمين في معنى الصحة ، قال المحقق القمي «قده» في القوانين :
__________________
(*) لا يخفى أن التمامية التي هي معنى الصحة عبارة عن واجدية الشيء لجميع ما يعتبر فيه شطراً وشرطاً ، ويقابلها الفساد الّذي هو فاقديته لبعض ما يعتبر فيه.
وعلى هذا التفسير للصحة لا دخل للآثار في اتصاف الشيء بالصحّة ، ضرورة أن الآثار خارجة عنه ، ومن لوازم التمامية ، فكيف يناط الاتصاف بالصحّة بالآثار ، بل تقاس الصحة بالإضافة إلى ما يعتبر في الشيء جزءاً أو شرطاً ، فعبارة المتن «بالقياس عليها تتصف بالتمامية» لا تخلو عن المسامحة.
(**) بل يمكن أن لا يكون بين الفقيه والمتكلم اختلاف أصلا ، لا في المفهوم