بأن المراد من الإله هو واجب الوجود (*) ،
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
(*) هذا الجواب وان كان مثبتاً للتوحيد ، لدلالته على انحصار واجب الوجود في الله تبارك وتعالى ، لكنه لم يثبت استعمال الإله وضعاً ولا مجازاً في ذلك ، فان «أله يأله» من باب «منع يمنع» أو من باب «تعب يتعب» بمعنى عبد عبادة ، و «تأله» تعبد ، والإله المعبود ، وهو الله تعالى ، كما في مجمع البحرين ، ولم نظفر باستعمال الإله في واجب الوجود. فجعله بهذا المعنى مما لا يساعده اللغة ، ولا العرف ، فلا يصار إليه ، هذا.
مضافاً إلى عدم معرفة هؤلاء الجهال الذين تكلموا بكلمة الإخلاص بمعنى واجب الوجود.
إلّا أن يقال : بكفاية المعرفة الإجمالية بمعنى واجب الوجود ولو بأن يعتقدوا بأنه لا بد أن يكون للمعبود مزية يمتاز بها عن العابد.
بل يمكن أن يقال : بعدم موجب لجعل الإله بمعنى واجب الوجود ولو فرض صحة استعماله فيه ، وذلك لأن هذه الكلمة وردت في مقام الرد على المشركين ، ونفي ما اعتقدوه من استحقاق العبادة للصنم ، من دون اعتقادهم بكونه واجب الوجود حتى تكون كلمة التوحيد رداً عليهم بانحصار واجب الوجود فيه سبحانه وتعالى. بل المقام يقتضي الرد عليهم بأن المستحق للعبادة هو الله تعالى فقط.
فالمتحصل : أن جعل الإله بمعنى واجب الوجود مع عدم معهودية ذلك في المحاورات مما لا داعي إليه. وعدم اقتضاء كلمة الإخلاص نفي إمكان ما سواه تعالى غير قادح في مقابل اعتقاد المشركين ، إذ المفروض كفاية الاعتقاد بانحصار المعبود بالحق فيه سبحانه وتعالى في صدر الإسلام في إسلام القائل بكلمة «لا إله إلّا الله» كما صرح به جماعة على ما في التقريرات.