في مثل «كل رجل و «كل رجل عالم» قد استعملت في العموم (١) وان كان أفراد أحدهما (٢) بالإضافة إلى الآخر بل في نفسها (٣) في غاية القلة. وأما (٤) في المنفصل ، فلان إرادة الخصوص واقعاً لا تستلزم
______________________________________________________
(١) الّذي هو معناه الحقيقي ، فلفظ «كل» ونحوه من أدوات العموم لم يستعمل في غير معناه الموضوع له حتى يلزم المجاز وتعدده ، فلا فرق في استعمال مثل لفظ «كل» في العموم بين «كل رجل وبين «كل رجل عالم». نعم الفرق بينهما انما هو في قلة أفراد الثاني ، لتقيد الرّجل بالعالم ، وكثرة أفراد الأول ، لإطلاق الرّجل وعدم تقيده بقيد.
(٢) وهو : كل رجل عالم ، والمراد بـ «الآخر» كل رجل.
(٣) لأن أفراد طبيعة العالم في نفسها ـ ومع الغض عن إضافتها إلى أفراد طبيعة الرّجل في غاية القلة ، ومع ذلك يستعمل لفظ «كل» الداخل على الرّجل العالم في العموم الّذي هو معناه الحقيقي.
(٤) معطوف على «اما» في قوله : «اما في التخصيص بالمتصل» يعني : وأما عدم لزوم المجاز في التخصيص بالمخصص المنفصل ، فلان الإرادة على قسمين : استعمالية وجدية ، والعبرة في الحقيقة والمجاز انما هي بالإرادة الاستعمالية التي هي إفناء اللفظ في المعنى ، دون الإرادة الجدية الباعثة على تشريع الأحكام. وعليه ، فلا مانع من استعمال اللفظ في معناه الموضوع له من دون إرادته الجدية ، بل لنكتة اقتضت هذا الاستعمال ، ويمكن أن تكون تلك النكتة جعل العموم ضابطاً ليرجع إليه في مقام الشك في خروج بعض أفراده بالمخصص ، وحينئذ فإذا استعمل العام في العموم ، ففيما كان الخاصّ مانعاً عن حجية ظهور العام فيه سقط العام عن الحجية بالنسبة إلى هذا المقدار