على الخبر بالإجماع كي يقال بأنه (١) فيما لا يوجد على خلافه دلالة ، ومع وجود الدلالة القرآنية يسقط وجوب العمل به. كيف (٢) وقد عرفت أن سيرتهم مستمرة على العمل به (٣) في قبال العمومات الكتابية.
والاخبار (٤) الدالة على أن الاخبار المخالفة للقرآن يجب
______________________________________________________
الخبر ـ وهو الإجماع ـ لبي ، والمتيقن منه هو الخبر غير المخالف للكتاب فلا يشمل المخالف. وعليه فالمخالف يبقى تحت عدم حجية الأمارات غير العلمية.
(١) أي : أن الإجماع يكون في الخبر الّذي لا يوجد على خلافه دليل ، والعموم القرآني دليل على خلافه ، فيسقط وجوب العمل بالخبر المخالف له. وضميرا «خلافه وبه» راجعان إلى الخبر.
(٢) يعني : كيف ينحصر دليل اعتبار الخبر بالإجماع؟ وهذا جواب عن الوجه الثاني. وحاصل الجواب عنه : أن دليل حجية خبر الواحد ليس منحصراً بالإجماع ، لما عرفت من استقرار سيرة الأصحاب على العمل بخبر الواحد المخالف للعام الكتابي ، ومع هذه السيرة لا وجه لدعوى انحصار مستند حجيته بالإجماع كما هو واضح.
(٣) أي : بخبر الواحد.
(٤) هذا ثالث الوجوه التي استدل بها المانعون ، وتقريبه : أن الاخبار الدالة على طرح الخبر المخالف للكتاب على كثرتها واختلاف تعبيراتها من كون المخالف «باطلا» و «زخرفاً» و «لم نقله» وغير ذلك تدل على طرح كل خبر مخالف للكتاب وان كانت مخالفته بالعموم والخصوص ، على ما يقتضيه إطلاق المخالفة ، وتلك الاخبار تخصص عموم أدلة حجية خبر الواحد ، وتخرج