ولا ريب (١)
______________________________________________________
انما هو لدفع توهم اعتبار الوجود الخارجي في صدق المطلق ، وإثبات صدقه على الاعتباريات التي لا تنالها يد الوجود العيني.
(١) غرضه بيان معاني تلك الألفاظ التي يطلق عليها المطلق ، أو غير تلك الألفاظ حتى يظهر حال المطلق ، وتوضيح ذلك يتوقف على بيان اعتبارات الماهية ، فنقول وبه نستعين : ان للماهية اعتبارات شتى ، إذ الملحوظ تارة يكون نفس الماهية من حيث هي ، فالملحوظ ذات الماهية من دون أن يلاحظ معها شيء خارج عن ذاتها ، فلا يصح في هذا اللحاظ حمل شيء عليها الا الذات مثل «الإنسان حيوان ناطق» أو الذاتي مثل «الإنسان حيوان أو ناطق» ويسمى هذا بالماهية المهملة.
وأخرى يكون الملحوظ الماهية مع شيء آخر خارج عن ذاتها وزائد عليها ، وهذا ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أحدها : أن تلاحظ الماهية بالإضافة إلى الخارج عن ذاتها مقترنة بوجوده وهي الماهية بشرط شيء كلحاظ ماهية الرقبة مقترنة بالايمان.
ثانيها : أن تلاحظ الماهية بالإضافة إليه مقترنة بعدمه ، كلحاظ ماهية الرقبة مقترنة بعدم الكفر ـ وهي الماهية بشرط لا ـ فالملحوظ مع الماهية فيه وفيما قبله هو الوجود والعدم ، وهما نوعان من الماهية المخلوطة باصطلاح بعض والمقيدة باصطلاح آخر.
ثالثها : أن تلاحظ غير مقترنة بوجوده أو عدمه ، كلحاظ الإيمان مع الرقبة ولكن لم يقيد الرقبة بوجوده ولا بعدمه ، وهي الماهية لا بشرط.
وثالثة : يكون الملحوظ مع الماهية شيئاً من سنخها لا مغايراً لها وأجنبياً عنها ، فان كان ذلك الشيء هو الشيوع بنحو الاستيعاب والشمول سميت الماهية