فحسب ، بل بكل إنسان يتمكن من اجتياز الاستحقاق الرباني في ذلك ، والذي تتحدث عنه الآية القرآنية.
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا) (فصلت / ٣١).
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (الجن / ١٧).
فقد حدّثنا القرآن العزيز عن كثير من أولياء الله غير المعصومين عليهمالسلام نالوا حظا وافرا من كرامة الله تعالى من تحديث الملائكة لهم ، وولوجهم في عوالم الملكوت والاطّلاع على الخفايا والأسرار الكونية وما شابه ذلك ، مضافا إلى تسخير الكائنات لهم من طي الأرض وتكليم الحيوانات وغير ذلك مما حصل لهم ، ولم يكن ذلك من أجل التحديات الموجّهة إليهم كما ادّعى ذلك السيد محمد حسين فضل الله بالنسبة للأنبياء والأوصياء عليهمالسلام ، فها هي زوجة إبراهيم عليهالسلام كلّمت الملائكة مبشرة لها بإسحاق (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧٢) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٣) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود / ٧٢ ـ ٧٤).
وها هي أم موسى عليهالسلام يوحي إليها الله سبحانه مسددا خطاها نتيجة إيمانها وصبرها بقوله تعالى :
(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص / ٨).
وكذا قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٩) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) (طه / ٣٩ ـ ٤٠).
وكذا ما ورد في شأن الصديقة مريم عليهاالسلام التي أفيض عليها من الكرامات الباهرات حتى تمنّى زكريا أن يهبه ولدا مثلها.
قال تعالى : (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (آل عمران / ٣٨).