أبي عبد الله وأبي جعفر عليهماالسلام وقلت لهما أنتما ورثة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : نعم ، قلت: فرسول الله وارث الأنبياء علم كل ما علموا؟ فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرءوا الأكمة والأبرص؟ فقال لي : نعم بإذن الله ، ثم قال : أدن مني يا أبا محمد ، فمسح يده على عيني (وقد كان أبو بصير ضريرا) ووجهي وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في الدار ، قال : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟
قلت : أعود كما كنت ، قال : فمسح على عينيّ فعدت كما كنت قال علي بن الحكم : فحدثت به ابن أبي عمير فقال : أشهد أنّ هذا حق كما أن النهار حق (١).
١٢ ـ عن إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام ، فأقبلت أقول : كذا وكذا يقولون ، قال : فيقول : قل كذا وكذا ، فقلت : جعلت فداك هذا الحلال والحرام والقرآن ، أعلم أنك صاحبه ، وأعلم الناس به ، وهذا هو الكلام ، فقال لي : وتشك يا هشام ، من شكّ أن الله يحتجّ على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله (٢).
١٣ ـ وعن إبراهيم بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام :
من زعم أن الله يحتج بعبده في بلاده ثم يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على الله (٣).
١٤ ـ عن أحمد بن محمد ، ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب عن ضريس قال :
سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول وأناس من أصحابه حوله : إني أعجب من قوم يتولونا ويجعلوننا أئمة ويصفون بأنّ طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصون حقّنا ، ويعيبون ذلك
__________________
(١) نفس المصدر : ص ٢٨٩ ح ١.
(٢) بصائر الدرجات : ص ١٤٣ ح ٣.
(٣) نفس المصدر : ح ٤.