الذين قال الله عزوجل : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
ومنها : ما رواه في الكافي أيضا عن أبي جعفر عليهالسلام : «إيّانا عنى خاصة ، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا».
وإلى غير ذلك من الروايات المرويّة في الأبواب المختلفة التي تدلّ على أنّ المراد من أولي الأمر هم الأئمة المعصومون عليهمالسلام ، وعلى أنّ طاعتهم مفروضة ، وهو كما عرفت مطابق للاعتبار إذ السياق يفيد الإطاعة المطلقة ، وهي لا معنى لها إلّا في المعصومين ولعلّه لذلك قال في دلائل الصدق بعد نقل الآية المباركة : لا يمكن أن يشمل سائر الخلفاء سواء أراد بهم خصوص الأربعة أم الأعمّ منهم ومن معاوية ويزيد والوليد وأشباههم ، لدلالة الآية على عصمة أولي الأمر وهؤلاء ليسوا كذلك فيتعيّن أن يراد بأولي الأمر : عليّ وأبناؤه الأطهار ، لانتفاء العصمة عن غيرهم بالضرورة والإجماع.
ومن الأدلة الدالّة على عصمتهم قوله تعالى :
(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب / ٣٤).
وقد تواترت النصوص من الفريقين أن الآية المباركة نزلت بأهل الكساء الخمسة : محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فقد أخرج ابن كثير عن أحمد بن حنبل بسند معنعن عن أم سلمة قالت : كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيتي فأتته فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة أو عصيدة (١) تحملها على طبق فوضعتها بين يديه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لها : «ادعي زوجك وابنيك» قالت : فجاء علي والحسن والحسين رضي الله عنهم فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك العصيدة ، وكان تحته صلىاللهعليهوآلهوسلم كسائر خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عزوجل الآية ، قالت أم سلمة : فأخذ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فضل الكساء فغطّاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : «اللهمّ هؤلاء هم أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» قالت : فأدخلت رأسي فقلت وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) البرمة : القدر ، لسان العرب : ج ١٢ ص ٤٤.
والعصيدة : دقيق يلتّ بالسمن ويطبخ ـ لسان العرب : ج ٣ ص ٢٩١.