عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله أبدا ، وإنّ المقصّر إذا عرف عمل وأطاع (١).
٢ ـ وعن الحسين بن عبيد الله عن علي بن محمد العلوي عن أحمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جدّه إبراهيم بن هاشم عن أبي أحمد الأزدي عن عبد الصمد بن بشير عن ابن طريف عن ابن نباتة قال :
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : اللهم إني بريء من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهمّ اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم أحدا (٢).
وهناك نصوص أخر نفت عن الأئمة عليهالسلام كونهم شركاء الله تعالى في علمه وقدرته ، لكنها تؤول على العلم الذاتي ومن دون استعانة به تعالى وإلّا فعلمهم بالغيب وقدراتهم العظمى إنما هي من علم الله وقدرته.
وبعبارة أخرى : إنّ كل ما يملكونه عليهمالسلام من العلوم والمعارف والقدرات هي طولية وبإذنه تعالى وهذا لا إشكال فيه ولا غبار يعتريه طبقا لأحكام العقل ودساتير النقل من الكتاب والسنّة المطهّرة.
٣ ـ وفي حسنة محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن البرقي عن أبي طالب عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّ قوما يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآنا : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (الزخرف / ٨٥).
فقال عليهالسلام : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء ، وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة إلّا وهو ساخط عليهم ... (٣). الخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤ ـ عن الخشّاب عن اسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ذات يوم فقال لي : يا كامل اجعل لنا ربّا نؤب إليه وقولوا فينا ما شئتم.
قال : قلت : نجعل لكم ربّا تؤبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟
قال : فاستوى جالسا ثم قال : وعسى أن نقول : ما خرج إليكم من علمنا إلّا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٦٥ ح ٦.
(٢) نفس المصدر.
(٣) أصول الكافي : ج ١ ص ٢٦٩ ح ٦.