مناشدته بين الصحابة والتابعين وعلى العهد العلوي وقبله.
ثم ذكر الاثنين والعشرين من مواضع المناشدة والاحتجاج وبيّن أعلام الشهود فيها ، ثم ذكر جماعة من علماء العامة الذين اعترفوا بصحة الحديث وثبوته وتواتره وهم الثلاثة والأربعون ، وهذا هو المحصّل لما أفاده (قدسسره) في تحقيق سند حديث الغدير (١).
وقال أستاذنا آية الله العظمى المحقق الكبير المرعشي النجفي (قدسسره) في هامش إحقاق الحق : «إنّ هذا الحديث الشريف من المتواترات بين النقلة وحفاظ الأحاديث النبوية ، قد بلغت كثرة أسانيده واستفاضتها إلى درجة لو ارتاب فيه أحد لم يجد متواترا في الدنيا ، ولعدّ المكابر له من السوفسطائية في الحسيات فكيف يتطرق إلى صدوره الإنكار وإلى صراحة دلالته الاحتمال ، وقد شهد بتواتره فطاحل الآثار وحفظة الأخبار أودعوه في كتبهم على تنوّعها وأذعنوا بعد التأويلات الباردة بصراحته في ما نقول نحن معاشر شيعة أهل البيت (٢).
وقال المظفر في دلائل الصدق :
بل الحق أن هذا الحديث من المتواترات حتى عند القوم ، فقد نقل السيد السعيد (قدّس سره) عن الجزري الشافعي أنه أثبت في رسالته أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب تواتره من طرق كثيرة ونسب منكره إلى الجهل والعصبية (٣).
إذن حديث الغدير متواتر عند الشيعة والسنة بالاتفاق.
وأما سند حديث المنزلة فهو أيضا في غاية القوة والاعتبار ويكفيك فيه ما حققه آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين (قدسسره) في المراجعات حيث قال :
«لم يختلج في صحة سنده ريب ، حتى الذهبي ـ على تعنته ـ صرّح في تلخيص المستدرك بصحته وابن حجر الهيثمي ـ على محاربته بصواعقه ـ ذكر الحديث في الشبهة ١٢ من الصواعق ، فنقل القول بصحته عن أئمة الحديث الذين
__________________
(١) لاحظ الغدير للأميني (قدسسره) : ج ١ ص ١٤ ـ ٣١٤.
(٢) إحقاق الحق : ج ٢ ص ٤٢٢ الهامش.
(٣) دلائل الصدق : ج ٢ ص ٥٣.