وبكراته نار متقدة ، نهر نار جرى وخرج من قدّامه. ألوف ألوف تخدمه ، وربوات ربوات وقوف قدّامه ، فجلس الدين وفتحت الأسفار» وقال في موضع آخر من نفس السفر : «كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى ، وجاء إلى القديم الأيام فقرّبوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبّد له كل الشعوب والأمم والألسنة ، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ... حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العليّ وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة». يعتقد اليهود أن «القديم الأيام» هو الله تعالى طبقا للمرتكزات الفكرية عندهم حيث يعتقدون أن الله جسم يجلس على كرسي وما شابه ذلك ، وهو مرفوض عند المسلمين لا سيما الإمامية منهم لأن الجسمية من لوازم المادة وهو تعالى منزه عنها. فمن هو «القديم الأيام» الذي سيقرّبون المسيح قدامه والذي سيأتي ويتسلم قديسو العليّ الدين بمناسبة مجيئه أو هو يسلمهم إياه. هذا ما تؤكده نصوصنا الشرعية من أن المسيح هو الساعد الأيمن للإمام المهدي عليهالسلام ، من هنا فإنّ «القديم الأيام» سيكون في هذه الحالة : الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. وقال في سفر إشعيا ، الإصحاح الحادي عشر :
[ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ، ويحلّ عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح المعرفة ومخافة الرب ، ولذّته تكون في مخافة الربّ فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه ، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ، ويكون البرّ منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه ، فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشّبل والمسمّن معا ، وصبيّ صغير يسوقها ، والبقرة والدّبة ترعيان ، تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا ، ويلعب الرضيع على سرب (أي وكر الأفعى) الصلّ ويمدّ العظيم يده على حجر الأفعوان ، لا يسوءون ولا يفسدون في كلّ جبل قدسي لأنّ الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر ، ويكون في ذلك اليوم أنّ أصل يس القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محلّه مجدا].
ففي هذا النص التوراتي دلالات واضحة عند المتأمّل كلها تشير إلى خروج المهدي ، فهو عليهالسلام جذع شجرة ياسين وفيه روح القدس متحلّيا بمخافة الرب ،