وصريحة أنّ الأئمة من بعده اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ومن بني هاشم وعددهم عدد أسباط بني إسرائيل. وأنهم أهل بيته وسفن النجاة وأعلام الأمة وباب حطتها.
ولما استشهد مولانا الإمام العسكري عليهالسلام قام العلويّون بتجهيزه وحمل للصلاة عليه فأمرت السلطات أبا عيسى بن المتوكل فصلّى عليه بأمر من المعتمد العبّاسيّ ، وفي رواية أنّ جعفر عمّ الإمام المهدي (عج) تقدم للصلاة عليه فجذبه الإمام المهدي (عج) وقال له : أنا أولى بالصلاة على أبي ، ثمّ صلى الإمام (عج) على أبيه فاربدّ وجه جعفر فسأله الحاضرون عنه فأنكر معرفته به.
ثمّ بعد ذلك قامت السلطات بواسطة عيسى بن المتوكل بعرض وجه الإمام على بني هاشم وغيرهم من العباسيين وقادة الجيش ورؤساء الدوائر وخاطبهم بقوله : «هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا قد مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين المعتمد وثقاته فلان وفلان ...» ثمّ غطّى وجهه الشريف ، وإنما صنع ذلك لرفع التهمة عن بني العباس من أنّهم قد اغتالوا الإمام عليهالسلام.
ثم إنّ جعفرا لعب دورا عظيما في الضغط على عيال الإمام عليهالسلام كما في رواية الإرشاد للمفيد حيث سعى في حبس جواري أبي محمد عليهالسلام واعتقال حلائله وشنّع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم ، وجرى على مخلّفي أبي محمد بسبب ذلك كل عظيمة من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذلّ ولم يظفر السلطان منهم بطائل (١).
وحاز جعفر تركة أبي محمد واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ، فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقدوه فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه وبذل مالا جليلا وتقرّب بكل ما ظنّ أنه يتقرّب به فلم ينتفع بشيء من ذلك.
وفي رواية أنّ الإمام المهدي عليهالسلام بعد انتهائه من الصلاة على أبيه كبست السلطات داره فهرب منهم إلى السرداب ليقتلوه فغيّبه سبحانه عن أبصارهم فخرج
__________________
(١) الإرشاد ص ٣٢٦ ط. دار المفيد.