الثانية : إنّ من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر.
أما النقطة الأولى :
ففي عدم التوقيت فائدتان :
الفائدة الأولى : إبقاء الموالين في حالة الانتظار له في كلّ حين ، يتوقعون ظهوره ممّا يولّد فيهم الشعور بالمسئولية تجاه أنفسهم وإمامهم ممّا يستدعي السلوك الصّالح وتقويم النفس ودراسة واقعة المعاش ومعرفة تفاصيل دينه قدر المستطاع ، ليحظى في لحظة الظهور بالزلفى لدى إمامه المهديّ (عج) والقرب منه ولا يكون من المغضوب عليهم لديه أو المبعدين عن شرف ساحته.
بل إنّ الانتظار يولّد حالة الشعور بالخوف من أن يؤدّي به إلى الانحراف والفسق في المسلك إلى الهلاك الأبديّ وسوء المصير ، والابتعاد عن العدل المطلق المتمثّل بقيادة الإمام المهدي (عج) الشريف حال ظهوره عليهالسلام إضافة إلى أنّ المنحرف سيذوق الوبال على يد إمامه إن لم يتب ويتدارك ما فاته من تقصير لأنّه لا مكان للانحراف في المجتمع المهدويّ.
الفائدة الثانية : إنّ عدم التوقيت يحمي الإمام المهدي (عج) الشريف من أعدائه بعد الظهور ، لأنّ الإغماض في التاريخ يوفّر محض المفاجئة والمباغتة للعدوّ وهو من أقوى عناصر النصر قديما وحديثا إن لم يكن أهمها وأقواها على الإطلاق في الحروب التكتيكية السّريعة المعتمدة اليوم.
ولو كان الموعد محددا لكان بإمكان الأعداء أن يجمعوا أمرهم ويهيئوا أسلحتهم قبيل الموعد المحدّد حتى إذا ما آن أوان ظهوره قاتلوه واستأصلوه قبل أن يعرف به الناس من غير الموالين.
وأعداؤه ليسوا من غير المعتقدين به فحسب ، وإنّما يشمل بعض المعتقدين بظهوره الذين انحرفوا بمسلكهم يمينا وشمالا وغرقوا في بحور الشبهات والظنون والمعاصي ، لذا يجب على الموالي تحصين روحه ونفسه بالثقافة الإسلامية المعمّقة ولا يسبقه إلى هذا الدّين غيره ، كما يجب الإخلاص والتفاني في إحياء أمر إمامه والتشوّق إليه إذ «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» «من