الشهر كلّه وكيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك ... تقول : «اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفي كل ساعة وليّا وحافظا وناصرا ودليلا وقائدا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا ...».
قال ابن طاوس : «إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك فكيف فضل الدعاء لسلطانك الذي كان سبب إمكانك وأنت تعتقد أنّ لولاه ما خلق الله نفسك ولا أحدا من المكلّفين في زمانه وزمانك ، وأن اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكلّ ما أنت وغيرك فيه وسبب لكل خير تبلغون إليه ، فإيّاك ثم إيّاك أن تقدّم نفسك أو أحدا من الخلائق في الولاء ، والدعاء له بأبلغ الإمكان ، وأحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن ، وإياك أن تعتقد أنني قلت هذا لأنّه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات إن اعتقدت هذا فأنت مريض في اعتقادك وولائك ، بل إنما قلت هذا لما عرّفتك من حقه العظيم عليك وإحسانه الجسيم إليك ، ولأنك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعزّ عليك كان أقرب إلى أن يفتح الله جلّ جلاله أبواب الإجابة بين يديك لأنّ أبواب قبول الدعوات قد غلقتها أيها العبد بأغلاق الجنايات ، فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الأحياء والأموات يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتّسع رحمة الله جلّ جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلّقك في الدعاء بحبله.
ولا تقل فما رأيت فلانا وفلانا من الذين تقتدي بهم من شيوخك بما أقول يعملون ، وما وجدتهم إلّا وهم عن مولانا الذي أشرت إليه صلوات الله عليه غافلون وله مهملون ، فأقول لك اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح ومن أهمل مولانا وغفل عمّا ذكرت عنه فهو والله الغلط الفاضح» (١) وهناك أدعية كثيرة ذكرها العلامة النوري قدّس سره في كتابه النجم الثاقب فراجع.
وتوجد مكارم وفوائد تحصل بالدعاء للإمام المهدي عليهالسلام منها :
١ ـ أنّ في الدعاء له الفرج لنا كما ورد في التوقيع الصادر عنه عليهالسلام قال :
__________________
(١) فلاح السائل لابن طاوس ص ٤٤ ـ ٤٥.