هذا الانتظار العبادي مرتبط دائما بمسألة الإيمان بالغيب المطلق كما أشارت إليه الآية المباركة (وَالْعَصْرِ (٢) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٣) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٤)) وقد قرن سبحانه الإيمان بالعمل الصالح وانتظار الفرج الإلهي المعبّر عنه ب «الصبر» لأنّ الصبر بالنسبة للإيمان بمثابة الرأس من الجسد فمن لا صبر له لا إيمان له.
لذا ورد التأكيد على الانتظار الصحيح الذي يحقق شرط الظهور والتمهيد بالعمل الصالح بخروج الحجة (عج) الشريف كما ورد عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «من دين الأئمة : الورع والعفّة والصّلاح وانتظار الفرج بالصبر» وعنه عليهالسلام أيضا : «من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر هو كمن كان مع القائم في فسطاطه» ، ثم مكث هنيهة وقال : «لا بل كمن قارع معه بسيفه لا والله إلّا كمن استشهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
وما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مبيّنا فضيلة المنتظرين لإمام العصر حيث قال : سيأتي قوم من بعدكم ، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله كنّا معك ببدر وأحد وحنين ، وأنزل فينا القرآن ، فقال : إنكم لو تحمّلوا لما حمّلوا لم تصبروا صبرهم» (٢).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «من سرّ [أو سرّه] أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا ، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة» (٣).
فانتظار صاحب الزمان عليهالسلام مستلزم للتفكير في الوصول إليه وهذا بدوره يولّد إشراقة أمل في القلوب ، ويحرّض الأفراد على التزكية والاصلاح والاستعداد لتلك الثورة العظمى التي سيخوضها إمام الزمان المهدي المنتظر عليهالسلام ، وهذا بدوره يعدّ عملا عباديا يؤجر الفرد عليه ، لذا ورد «أنّ انتظار الفرج عبادة» كما ورد «أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١٢٦.
(٢) البحار : ج ٥٢ ص ١٣٠ ح ٢٦.
(٣) البحار : ج ٥٢ / ١٤٠.