تفرضه عليه أحكام الإسلام من امر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأقلّ تهاون في ذلك يوجب سخط الله تعالى والإمام عليهالسلام.
أيضا إنّ عدم مشاركة الفرد في عملية الإصلاح الاجتماعي قبل الظهور يسبّب ويمهّد لنشر الظلم والظالمين وتعطيل أحكام الإسلام وهذا لا يرتضيه الله سبحانه كما في مجمل آيات الكتاب الكريم.
قد يقال :
كيف تتم هذه المشاركة في الإصلاح في حال أنه عليهالسلام لا يظهر إلّا بعد أن تمتلئ الأرض ظلما وجورا ممّا يدلّ أنّ الظّلم والجور قبل عصر الظهور يعدّ جزءا من هذا التخطيط ليوم الظهور؟
وجوابه :
إنّ امتلاء الأرض جورا قبل الظهور يحمل على الأعمّ الأغلب أيّ أن عامة الناس ينحرفون عن مبادي وقيم الإسلام الحنيف وتغليب المصالح الشخصيّة على النفع العامّ واندحارهم تجاه تيّار الخوف والإغراء ، ولو امتلأت الأرض كلّها ظلما من دون توفّر نخبة صالحة من المؤمنين أو انعدام العنصر الإيماني فيها لأدّى ذلك إلى انعدام الإصلاح عن طريق القيادة العامة أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل سوف ينحصر الإصلاح بإقامة المعجزات وإرسال نبيّ آخر غير نبيّ الإسلام وقد قامت الضرورة على عدم وجود نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إضافة إلى أنّ امتلاء الأرض جورا من دون مكافحة من قبل المؤمنين يعني ذلك أنه سبحانه أمر بنشر الظلم ودعا إليه وهو واضح البطلان عند الإمامية كافّة.
فلا بدّ إذن من الاعتقاد بوجوب القيام بالمهام والمسئوليات الملقاة على عواتقنا من تحكيم وتثبيت أسس الدّين الحنيف في القلوب والسعي لنشر معارف الإسلام والعمل والإخلاص لها لأنّ في ذلك إحياء لنهضة المهديّ عليهالسلام لبسط العدل وإقامة الحق وقهر الظلم والظالمين قال تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (٦) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (٧)) (القصص / ٦ ـ ٧).
«ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من