أي على الرجعة ـ في جميع الأعصار واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها في أشعارهم واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم وشنّع المخالفون عليهم في ذلك ، وأثبتوه في كتبهم وأسفارهم منهم : الرازي والنيسابوري ...
وكيف يشكّ مؤمن بحقيّة الأئمة الأطهار فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح رواها نيف وأربعون من الثقات العظام والعلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم ...».
ثم قال : «وظني أن من يشكّ في أمثالها فهو شاكّ في أئمة الدّين ولا يمكنه إظهار ذلك من بين المؤمنين فيحتال في تخريب الملّة القويمة بإلقاء ما يتسارع إليه عقول المستضعفين وتشكيكات الملحدين (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (١) (سورة الصف / ٩).
وقال في موضع آخر :
«اعلم أيها الطالب للحق واليقين أني لا أظنك ترتاب في أصل الرجعة بعد ما رويت لك من الأخبار المعتبرة المأخوذة من تأليفات ثقات علمائنا الأخيار ، المنتهية إلى الأئمة الأطهار عليهم صلوات الملك الغفّار ، مع إجماع الشيعة عليها في جميع الأعصار ، واشتهارها بينهم كالشمس في رابعة النهار حتى نظموها في أسفارهم واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم وأشنع (وشنّع) المخالفون عليهم بذلك في زبرهم وأسفارهم ، وكيف يشك مؤمن بعصمة أئمته عليهمالسلام في أمر روي عنهم في أكثر من مائتي حديث صريح أوردتها في الكتاب الكبير ـ يقصد بحار الأنوار ـ ورويتها من نيف وأربعين رجلا من العلماء الأعلام ، رووها في أزيد من خمسين كتابا من مؤلفاتهم المشهورة». (٢)
٥ ـ وقد ادّعى الإجماع أيضا على صحة الرجعة المحدّث الخبير والعلّامة النحرير محمّد بن الحسن الحر العاملي حيث استدلّ على صحة الرجعة باثني عشر دليلا فقال :
«الدليل الرابع : إجماع جميع الشيعة الإمامية وإطباق الطائفة الاثني عشرية
__________________
(١) البحار : ج ٥٣ ص ١٢٢.
(٢) الأربعين للمجلسي (قدسسره) : ص ٤٣٢.