على اعتقاد صحة الرجعة فلا يظهر منهم مخالف يعتدّ به من العلماء السابقين ولا اللاحقين» (١).
ثم ذكر بعض من صرّحوا بثبوت الإجماع من علماء الإمامية فقال :
«وقد نقله ـ أي الإجماع ـ الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب (مجمع البيان لعلوم القرآن) وممن نقل الإجماع الشيخ الحسن بن سليمان بن خالد القمي في رسالة له في الرجعة قال فيها ما هذا لفظه : الرجعة مما أجمع عليه علماؤنا بل جميع الإمامية ، وقد نقل الإجماع منهم على هذه المسألة الشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهما ، وقال صاحب الصراط المستقيم كلاما طويلا في الرجعة ظاهره نقل الإجماع أيضا»(٢).
٦ ـ ما قاله العلّامة محمد حسين الطباطبائي (قدسسره) :
«... والروايات المثبتة للرجعة وإن كانت مختلفة الآحاد إلّا أنها على كثرتها متحدة في معنى واحد وهو أنّ سير النظام الدنيويّ متوجه إلى يوم تظهر فيه آيات الله كل الظهور ، فلا يعصى فيه سبحانه بل يعبد عبادة خالصة لا يشوبها هوى نفس ولا يعتريه إغواء الشيطان ويعود فيه بعض الأموات من أولياء الله وأعدائه إلى الدنيا ويفصل الحقّ من الباطل ، وهذا يفيد أنّ يوم الرجعة من مراتب يوم القيامة وإن كان دونه في الظهور لإمكان الشرّ والفساد فيه في الجملة دون يوم القيامة ...» (٣).
هذه كلمات بعض أعلام الإمامية وإلّا فمن تتبع وجد الكثير من تعبيراتهم الدالّة على جواز الرجعة. وحيث إن الرجعة ممّا قام الدليل العقلي على جوازها كما تقدم فيما يتعلّق بغير المعصومين عليهمالسلام ، أمّا رجعة الأئمة عليهمالسلام فيمكن إقامة الدليل العقلي على وجوب رجعتهمعليهمالسلام وذلك فيما إذا خلت الأرض من الحجّة ابن الحسن عجّل الله تعالى فرجه الشريف بعد فرض عدم تجاوز عدد الأئمة عن اثني عشر إماما ، وبدليل اللطف يظهر وجوب الاعتقاد عقلا برجعتهم عليهمالسلام لئلّا تخلو الأرض من حجة بقطع النظر عن أخبار الرجعة.
__________________
(١) الإيقاظ من الهجعة : ص ٤٢.
(٢) المصدر السابق.
(٣) لاحظ تفسير الميزان : ج ٢ ص ١٠٩ طبع دار الأعلمي.