تحققه الرجعة من حصول الأماني وشفاء الغيظ ، فإن يوم القيامة يحقق ذلك بأعظم ما يحدث من خلال الرجعة لأنه يتصل بالمصير الأبدي في النعيم والشقاء ، إن المسألة ليست مرتبطة بالإمكان والاستحالة ، بل هي مرتبطة بالمبررات العملية الواقعية في ضرورة ذلك ، مما يجعل التأويل أكثر قربا للالتزام بالأحاديث من إبقائها على ظاهرها ، لا سيما عند مواجهة التحديات الفكرية في هذه المسألة ...».
والجواب :
أولا : إن عدم تمكن السيد فضل الله من فهم مبررات الرجعة ، وعدم قدرته على مواجهة التحديات المعاصرة لا يخوّله تأويل أحاديث الرجعة التي هي فوق المائتي حديث رواها الثقات والأجلاء.
ثانيا : إن حصره للرجعة بالأمور الثلاثة المتقدمة ليس جامعا ، إذ الحكمة فيها ليست تلك التي استبعدها فحسب وإنما لأجل شيئين آخرين غفل عنهما السيد هما :
الأول : إكمال المؤمنين لحركتهم التكاملية نحو السعادة الأبدية بالسير والسلوك ، وأما غيرهم من الكفار الذين يرجعون فإنهم سيكونون عبرة للآخرين وليس لشفاء غيظ المؤمنين فحسب.
الثاني : إظهار عظمة الله تعالى وقدرته المطلقة قبل يوم القيامة ، حيث إن الرجعة قيامة مصغّرة ، فهي آية من آيات عظمة الله تعالى وإقداره على الخلق ؛ فرجعة هاتين الطائفتين «من محض الإيمان ومن محض الكفر» هي بمثابة درسين كبيرين ، وآيتين مهمتين من آيات الله الكبرى ليبلغ الناس أسمى درجات الكمال المعنوي بمشاهدتهما ويزداد إيمانهم بالله العلي القدير.
ولو تدبّرنا بالآيات المتعلقة برجعة بعض الحيوانات والأموات كالتي صدرت على أيدي أنبياء عظام أمثال : إبراهيم وعيسى وعزير عليهمالسلام لظهر لنا بوضوح وجه الحكمة من تقطيع النبي إبراهيم عليهالسلام للطير هي أنه أراد أن يعرف كيف يحيي الله الموتى ، وكذا ما فعله النبي عيسى عليهالسلام عند ما أحيى الموتى إنما كان لإظهار قدرته على الإحياء بإذن الله لأن إرادته هي إرادة الله ، وخلقه هو خلق الله ، وكذا عند ما أحيى الله تعالى عزيرا وأراه كيف ينشز العظام ثم يكسوها لحما ، لم يفعل ذلك إلا للتدليل على إقداره عزوجل على كل شيء ، فهو المطلق الذي لا