قال : أوحى الله عزوجل إلى موسى عليهالسلام : يا موسى اشكرني حقّ شكري ، فقال : يا ربّ كيف أشكرك حقّ شكرك وليس من شكر أشكرك به إلّا وأنت أنعمت به عليّ ، قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أنّ ذلك مني.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال :
لا والله ما أراد الله سبحانه من الناس إلّا خصلتين : أن يقرّوا له بالنعم فيزيدهم ، وبالذنوب فيغفرها لهم.
وبالجملة العجز والإخبات والانكسار بنفسه من أعظم المغارف من بحر رحمة الله تعالى.
وباختصار : إن لاستجابة الدعاء مقتضيات وموانع.
فمقتضياته هي الأمور التي يجب أن يتحلى بها الداعي.
وأما الموانع فهي ما يبعّد عن ساحته عزوجل ، فمن راعى المقتضيات وتخلّى عن الموانع استجيب له البتة.
فمن أتى بجميع جهات الدعاء ومراتبه فقد نال الاسم الأعظم ، فمن قدر عليه وأتى به هو الذي لا يردّ له دعوة ولا يخيّب له طلبة ، ومن نقص عنه نقص عنه بقدره ، وجماع ذلك كله الأخذ بسنن الأنبياء والأئمة عليهمالسلام والعمل بشرائعهم في جميع المراتب ، وبذلك يصير الإنسان ممن يستجاب دعوته ويعطى مسألته ، وتقضى حاجته على حسب ما يشاء ويكون الله له كما كان لله تعالى ، فعن الإمام الصادق عليهالسلام قال :
«الدعاء استجابة الكل منك للحق وتذويبك المهجة في مشاهدة الرب ، وترك الاختيار جميعا وتسلّم الأمور كلها ظاهرها وباطنها إلى الله ، فإن لم تأت بشرط الدعاء فلا تنتظر الإجابة فإنه يعلم السر وأخفى».
فإن قلت :
فما بال المشركين والكفار قد يستجاب لهم دعوة وهم غير آخذين بشرائع الأنبياء والأئمة عليهمالسلام؟
والجواب :
إنهم إذا دعوا الله سبحانه فإنهم يعتقدون بشرائع الأنبياء في الجملة ، فكل ما بهم من خصال الخير ولو بالعرض أخذ من شرايع الأنبياء في الجملة.