(قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (الإسراء / ١١١).
(وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) (الأعراف / ٥٧).
(وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) (غافر / ٦١).
فقد ورد أن الدعاء من معاني العبادة ، فالاستكبار عنه استكبار عن العبادة وهو بمنزلة الكافر.
(قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) (الفرقان / ٧٨).
إذن فالمؤمن كثير الدعاء وكثير الإلحاح ، لأنّ الدعاء رمز العبودية وتركه دليل الاستكبار والانحراف ، لأنّ المنحرف لا يدعو اعتمادا على قدراته وحدها ، مضافا إلى انغماس روحه في رذائل الشهوة فأنسته ربه ونفسه فكيف يدعو وهو بهذه الحال؟!
وبالجملة فإنّ التمسّك بالأسباب جريا على سنّة الله تعالى لا يناقض التوكّل والرضا والتسليم ، نعم إظهار البلاء في معرض الشكوى وإنكاره بالقلب على الله تعالى مناقض للرضا ، وإظهار البلاء على سبيل الشكر والكشف عن قدرة الله تعالى لا يناقض الرضا والتسليم.
فعن أبي عبيد الله عليهالسلام قال :
يا ميسر ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فإنّ الدعاء هو العبادة (١).
قال العارف الكبير الشيخ الإحساني قدسسره :
فإن وفي وإن جفا وإن صفا |
|
هو الحبيب أي حال ارتضى |
* * *
__________________
(١) أصول الكافي : ج ٢ ص ٤٦٦ ح ٣.