فنادى الصلاة جامعة ، وأمر الناس أن يبلّغ الشاهد الغائب ؛ قال : أبو جعفر عليهالسلام ، وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عزوجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) (المائدة / ٤) قال أبو جعفر عليهالسلام يقول الله عزوجل : «لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض» (١).
فالآية الكريمة مما أجمع الفريقان على نزولها في الإمام علي عليهالسلام ، وقد دلّت الروايات المتواترة معنى ولفظا ، نقلت في كتب الحديث والتفسير والكلام والفقه ، ونصّ الأعاظم من الجمهور على صحة تلك المرويات والوثوق بها والركون عليها. وقد نصّت تلك المرويات أن أمير المؤمنين عليهالسلام تصدّق بخاتمه على مسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة ، والولي هو المتصرّف وقد أثبت الله الولاية لذاته ، وشرّك معه الرسول وأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، وولاية الله تعالى عامة فكذا ولاية نبيه ووليه (٢).
٥ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) (المائدة / ٦٨).
نقل الفريقان بأسانيد متواترة نزولها في بيان فضل مولى الثقلين علي بن أبي طالب عليهالسلام يوم الغدير ، حيث أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد الإمام علي عليهالسلام وقال : أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه كيفما دار.
والمولى يراد به الأولى بالتصرّف لتقدم ألست أولى ولعدم صلاحية غيره هاهنا.
والآية واضحة الدلالة بظهور التهديد من الله تعالى لنبيه الأكرم بأنه إذا لم يبلّغ ما نزل عليه بشأن ولاية أمير المؤمنين وأنه الإمام والخليفة والقيّم على الأمر ،
__________________
(١) أصول الكافى : ج ١ ص ٢٨٩ ح ٤.
(٢) هامش إحقاق الحق ، ج ٢ ص ٣٩٩ وقد ذكر العلامة الكبير النجفي المرعشي المصادر الكثيرة من كتب العامة بشأن نزول الآية بأمير المؤمنين عليهالسلام.