وقوله تعالى : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (النمل / ٨١).
يجاب عنه : إنّ الزائر للقبور لا يخاطب الجثث الهامدة تحت التراب ، والتي تحوّلت إلى رميم ، وإنما يخاطب الأرواح الحيّة القاطنة في عالم خفي عن أبصارنا يسمى ب «عالم البرزخ» ، فإذا ذهبنا إلى زيارة قبر نبي أو ولي أو مؤمن ما ، فإننا نروم من خلال هذا الطريق أن نخلق الاستعداد في أنفسنا لكي نخلق معهم علاقة روحية تؤهلنا للوصول إلى الكمالات المنشودة.
مضافا إلى أن الأدلة العقلية والنقلية القائمة لإثبات بقاء الأرواح بعد انفصالها عن البدن ، قد قدّمنا شطرا منها في بحوثنا المتقدمة.
والمتمعن بدقة في آيات الكتاب الكريم يجد بوضوح أن مسألة بقاء الأرواح بعد انفصالها عن البدن مؤكد وصريح بل يجب على العباد الإيمان بها من خلال عرض القرآن وأحاديث النبي والعترة وكلمات الصحابة والتابعين ، نورد بعضا منها بإيجاز :
١ ـ كقوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (البقرة / ١٥٥).
٢ ـ (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران / ١٧٠).
٣ ـ (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (غافر / ٤٧).
٤ ـ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٨) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٩) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (٣٠) وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر / ٢٨ ـ ٣١).
٥ ـ (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (١٠٠) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(المؤمنون / ١٠١).
اذن هذه الآيات تصرّح بوضوح بقاء الروح بعد انفصالها عن الجسد مما يعني