خطاياهم بالطلب من الله تعالى ذلك.
٤ ـ وقوله تعالى : (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ...) (التوبة / ١١٥).
فهذه الآيات دليل على تأثير دعاء الأنبياء في حق الآخرين.
أما السنة الشريفة :
وردتنا أخبار كثيرة من طرق الفريقين تفيد بوضوح مشروعية التوسل وأنه أمر جرى عليه العقلاء من كل دين.
من هذه الأخبار ما روي من أنه سبحانه تاب على آدم عليهالسلام عند ما توسل إليه تعالى بالكلمات وهي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة / ٣٨).
فقد أورد جماعة من المفسرين (١) والمحدثين من العامة عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال :
«لمّا أذنب آدم الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى السماء فقال : أسألك بحقّ محمّد إلّا غفرت لي ، فأوحى الله إليه ومن محمّد! فقال : تبارك اسمك لمّا خلقت رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب «لا إله إلا الله محمّد رسول الله» فقلت : إنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى إليه ، أنه آخر النبيين من ذريّتك ولو لا هو ما خلقتك (٢).
فقد أثبت هذا الحديث المروي من طرق العامة اسم النبي محمّد دون التعرّض للعترة الطاهرة المروية في مصادر الإمامية ، فتخصيص «الكلمات» في الآية المباركة بالنبي محمّد دون آله الميامين خلاف الفهم القرآن حيث بين ووضّح في عدّة آيات أهمية بعض الأفراد كما في شأن يحيى وعيسى عليهماالسلام (أَنَّ اللهَ
__________________
(١) الطبراني في المعجم الصغير ـ والحاكم في المستدرك والسيوطي في الدر المنثور والآلوسي في روح المعاني وابن عساكر في تاريخه.
(٢) لاحظ روح المعاني : ج ١ ص ٢١٧ والدر المنثور : ج ١ ص ٥٩ نقلا عن الطبراني والبيهقي.