بشفاعة الشفيع ، فتكون المصلحة في المغفرة بعد شفاعة الشفيع بمعنى أنه سبحانه أراد أن يغفر للمشفوع له بعد شفاعة الشفيع أي أنّه عزوجل ربط المغفرة بسبب وهو شفاعة الشفيع.
وبالجملة : فإن الله سبحانه ربط مغفرته بسببين :
أحدهما : الاستغفار والتوبة والدعاء.
ثانيهما : التوسل بالشفيع.
ويشير إلى هذين السببين آيات عدة ، منها قوله تعالى :
(اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً) (هود / ٤).
(وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) (هود / ٥٣).
(وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المزمل / ٢١).
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران / ١٦٠).
(فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ) (النور / ٦٣).
(شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا) (الفتح / ١٢).
(قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٨) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يوسف / ٩٨ ـ ٩٩).
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) (مريم / ٤٨).
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء / ٦٥).
(وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال / ٣٣).
فالاستغفار وطلب الرسول المغفرة لمستحقها سببان مهمان جعلهما الله رحمة للمؤمنين ، فإذا كان نفس وجود الرسول بين ظهراني العباد سببا لرحمة الله