قال الشاعر العبديّ مادحا عليّا عليهالسلام :
يا من شكت شوقه الأملاك إذ شغفت |
|
بحبّه وهواه غاية الشغف |
فصاغ شبهك ربّ العالمين فما |
|
ينفكّ من زائر منها ومعتكف(١) |
معنى «الشيعة» اصطلاحا : حيث يراد منها كل من اتبع أمير المؤمنين عليهالسلام وقدّمه على غيره ممن اغتصب الخلافة منه عليهالسلام.
ولو أطلق لفظ «الشيعة» بالألف واللام فهو على التخصيص لا محالة لأنصار واتّباع مولى الموحدين علي عليهالسلام على سبيل الولاء والاعتقاد بإمامته الظاهرية بعد رحيل النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأما إمامته الواقعية فهي متحققة له عليهالسلام قبل وبعد رحيله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو إمام شاء القوم أم أبوا.
أما لو أسقطت الألف واللام المعرفتين من اللفظ مع إضافة (من) التبعيضية ، فيفيد كونه غير مخصص بمن اتّبع الإمام عليّا عليهالسلام فيقال حينئذ : هؤلاء من شيعة بني أمية ، أو من شيعة بني العبّاس أو من شيعة فلان وفلان.
قال الشهرستاني وهو من علماء العامة معرّفا «الشيعة».
قال : الشيعة الذين شايعوا عليّا عليهالسلام على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصّا ووصية ، إما جليا ، وإما خفيا ، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج من أولاده ، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره ...» (٢).
ولفظ «الشيعة» اصطلاحا وإن كان يصدق مجازا على غير المعتقدين بإمامة باقي الأئمة عليهمالسلام كالزيدية والاسماعيلية والفطحية الخ ... إلّا أنه حقيقة مختص بمن وآلى واتبع واعتقد بإمامة الاثني عشر أولهم مولانا أمير المؤمنين وآخرهم حبيب قلوبنا الإمام الحجّة بن الحسن العسكري (عج) الشريف ، ونحن نعتقد أنّ كل من لم يوال باقي الأئمة عليهمالسلام فهو تماما كمن لم يعتقد بالإمام علي عليهالسلام أصلا ، للأدلة الدالّة على الاعتقاد بهم كمجموع ، منها :
خلفائي بعدي اثنا عشر كعدة نقباء موسى.
__________________
(١) الغدير : ج ٢ ص ٣٢٠.
(٢) الملل والنحل : ج ١ ص ١٤٦.