ذكرتم الأنبياء الأوّلين فصلّوا عليهم ، وإذا ذكرتم أبي إبراهيم عليهالسلام فصلّوا عليه ثم صلّوا عليّ. قالوا : يا رسول الله بما نال إبراهيم ذلك؟ قال : اعلموا أنّ ليلة عرج بي إلى السماء ، فرقيت السماء الثالثة نصب لي منبر من نور ، فجلست على رأس المنبر ، وجلس إبراهيم عليهالسلام تحتي بدرجة ، وجلس جميع الأنبياء الأولين حول المنبر فإذا بأمير المؤمنين عليهالسلام قد أقبل وهو راكب ناقة من نور ووجهه كالقمر وأصحابه حوله كالنجوم.
فقال إبراهيم عليهالسلام : يا محمد : أيّ نبي معظّم هذا؟ وأيّ ملك مقرّب؟
قلت : لا نبيّ معظّم ولا ملك مقرّب ، هذا أخي وابن عمّي وصهري ووارث علمي علي بن أبي طالب.
قال : ومن هؤلاء الذين حوله كالنجوم؟
قلت : شيعته.
فقال إبراهيم : اللهم اجعلني من شيعة عليّ عليهالسلام (١).
ملاحظة :
إنّ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «إذا بعليّ عليهالسلام قد أقبل وهو راكب على ناقة من نور ...» إشارة إلى التمثلات الروحية لمولانا علي عليهالسلام وأصحابه الميامين في تلك المواطن المطهّرة لإبراز فضلهم.
ومن هذا القبيل ما رواه الحافظ الكنجي في الكفاية صفحة ٥١ : عن يزيد بن هارون عن حميد الطويل الثقة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : مررت ليلة أسري بي إلى السماء فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدّق به ، فقلت : يا جبرائيل من هذا الملك؟ قال : أدن منه وسلّم عليه. فدنوت منه وسلّمت عليه ، فإذا أنا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب. فقلت : يا جبرائيل سبقني عليّ إلى السماء الرابعة؟ قال لي : يا محمد لا ، ولكنّ الملائكة شكت حبّها لعلي فخلق الله تعالى هذا الملك من نور عليّ على صورة عليّ ، والملائكة تزوره في كلّ ليلة جمعة سبعين ألف مرّة يسبّحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحبّ عليّ عليهالسلام.
__________________
(١) مجمع البحرين : ج ٤ ص ٣٥٦.