حيث صوّرت للآخرين أن هذا التشيّع الذي بدأ سياسيا ـ نتيجة ظروف تاريخية ـ سرعان ما انتظم في تعاليم دخيلة انتحلها بشكل منتظم بعض الثوّار على النظام الأموي أو هشام بن الحكم في بداية الحكم العباسي كما نصّت عليه النظريتان الأخيرتان ـ من خلال هذه المماحكة ، يحاول أعداء الشيعة لفت الأنظار إلى كون الأمة التي تفجّر منها ذلك الصراع السياسي الأول ، وبالتالي الموقف الشيعي من الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، يصعب الإمساك بها ، في حين لم تعد الجماعة التي ناصرت عليّا عليهالسلام تملك مشروعية ما ، غير أنها ضالة ، وانتهى بها الإخفاق السياسي إلى مدّ الجسور مع القوى المتآمرة ضد السلطة السياسية القائمة ، وضدّ الإسلام بشكل عام.
نحن إذن ، أمام مشروعية زئبقية للموقف الشيعي ، مشروعية لم تبرح كونها في الزمن الأول ولاء سياسيا للإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث تنطلي عليه اللعبة ، فلا يكون الإمام عليهالسلام سيّد الحملة التصحيحية التي يسمّيها بعضهم «الفتنة» ، بل كان الأمر هنا يتعلق بيهودي مجهول الأصل ، وظّف شخصية علي بن أبي طالب عليهالسلام في مؤامرة يهودية.
* * *