وإمّا في حياة دينية : كأن يسمح لهم بنوع من المداخلة في إدارة أمور المجتمع الديني بولاية الأمور العامّة أو المودة التي تفضي إلى المخالطة والتأثير في شئون المجتمع أو الفرد الحيوية.
وبالجملة : الاقتراب (في أمر الدين أو الحياة الدينية) من الذين ظلموا بأي نوع من الاعتماد والاتكاء يخرج الدين أو الحياة الدينية عن الاستقلال في التأثير ، ويغيّرهما عن الوجهة الخالصة ، ولازم ذلك السلوك إلى الحق من طريق الباطل ، أو إحياء حقّ بإحياء باطل ، وبالآخرة إماتة الحق لإحياء الباطل.
«والمراد بالذين ظلموا في الآية ليس من تحقق منه الظلم تحققا ما وإلّا لعمّ جميع الناس إلّا أهل العصمة ولم يبق للنهي حينئذ معنى ، بل المراد منهم الذين وقفوا في وجه الدعوة والدعاة والمبشرين لرسالات الله تعالى ، فالذين ظلموا هم أولئك الأشرار الطغاة الذين يتعدّى شرّهم إلى الآخرين» (١).
وأمّا الأخبار الشريفة الدالّة على حرمة الصورة الأولى :
منها : ما ورد عن كتاب الشيخ ورّام بن أبي فراس قال : قال عليهالسلام :
من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام (٢).
ومنها : ما ورد في النبوي الشريف قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«... ومن علّق سوطا بين يدي سلطان جائر جعلها الله حيّة طوله سبعون ألف ذراع ، فيسلطه الله عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلّدا ...» (٣).
وأما بيان الصورة الثانية :
فتدلّ على حرمتها مضافا إلى الآية المذكورة ، عدّة أخبار ، منها :
١ ـ ما ورد عن ابن عذافر عن أبيه قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا عذافر نبئت أنّك تعامل أبا أيوب والربيع فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة؟
قال : فوجم أبي فقال له أبو عبد الله عليهالسلام لمّا رأى ما أصابه ؛ أي عذافر إنما خوّفتك بما خوّفني الله عزوجل به ؛ قال محمد ابن عذافر : فقدم أبي فما زال
__________________
(١) تفسير الميزان : ج ١١ ص ٥١.
(٢) وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ١٣١ ح ١٥.
(٣) نفس المصدر السابق : ص ١٣٠ ح ١٤.