نظير الضرورة إلى الدم والميتة ... إلى آخر الخبر» (١).
٢ ـ ما ورد عن زياد بن أبي سلمة قال :
دخلت على أبي الحسن موسى عليهالسلام فقال لي : يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان؟ قال : قلت : أجل قال لي : ولم؟ قلت : أنا رجل لي مروّة وعليّ عيال وليس وراء ظهري شيء ، فقال لي : يا زياد لئن أسقط من حالق فأنقطع قطعة قطعة أحبّ إليّ من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم إلّا لما ذا؟ قلت : لا أدري جعلت فداك قال : إلّا لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فكّ أسره أو قضاء دينه ، يا زياد إن أهون ما يصنع الله جلّ وعزّ بمن تولّى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق ، يا زياد فإن ولّيت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة ، والله من وراء ذلك ، يا زياد أيّما رجل منكم تولّى لأحد منهم عملا ثم ساوى بينكم وبينه فقولوا له : أنت منتحل كذّاب ، يا زياد إذا ذكرت مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا ونفاذ ما أتيت إليهم عنهم وبقاء ما أبقيت إليهم عليك (٢).
فالرواية المتقدمة تبيح الدخول في الولاية من قبل الجائر فيما إذا أحسن إلى إخوانه المؤمنين خدمة حسنة تجاه الخدمة التي خدم بها الجائر ، وهذا معنى قوله عليهالسلام : «فواحدة بواحدة».
٣ ـ ما ورد في صحيحة داود بن زربي قال : أخبرني مولى الإمام علي بن الحسين عليهالسلام قال : كنت بالكوفة فقدم أبو عبد الله عليهالسلام الحيرة (٣) فأتيته ، فقلت له : جعلت فداك لو كلّمت داود بن علي ، أو بعض هؤلاء فأدخل في بعض هذه الولايات؟ فقال : ما كنت لأفعل ، فانصرفت إلى منزلي فتفكّرت ، فقلت : ما أحسبه منعني إلّا مخافة أن أظلم أو أجور لآتينّه ولأعطينّه الطلاق والعتاق والإيمان المغلّظة أن لا أجورنّ على أحد ، ولا أظلمنّ ولأعدلنّ ، قال : فأتيته فقلت : جعلت فداك إني فكرت في إبائك عليّ ، وظننت أنك إنما منعتني وكرهت ذلك مخافة أن أظلم أو أجور ، وإنّ كل امرأة لي طالق ، وكل مملوك لي
__________________
(١) راجع تحف العقول : ص ٢٤٤ ط. الأعلمي.
(٢) الوسائل : ج ١٢ ص ١٤٠ ح ٩.
(٣) «الحيرة» من المناطق العراقية الهامة تبعد عن الكوفة باثني عشر كيلومترا.