قلت : وإن كان طواف الفريضة.
قال عليهالسلام : نعم.
قال أبان : فذهبت ، ثم دخلت عليه بعد ، فسألته عن حقّ المؤمن.
فقال عليهالسلام : دعه لا تردّه!
فلم أزل أردّ عليه حتى قال عليهالسلام : يا أبان تقاسمه شطر مالك ، ثم نظر إليّ ، فرأى ما داخلني ، فقال : يا أبان ، أما تعلم أنّ الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟
قلت : بلى.
قال : إذا أنت قاسمته فلم تؤثره ، إنّما تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر!
(أقول) : إنّ واقعنا المخجل لا يطمعنا أن نسمّي أنفسنا بالمؤمنين حقا. فنحن بواد وتعاليم أئمتنا عليهمالسلام في واد آخر. وما داخل نفس أبان يداخل نفس كل قارئ لهذا الحديث ، فيصرّف بوجهه ، متناسيا له كأنّ المخاطب غيره ، ولا يحاسب نفسه حساب رجل مسئول.
* * *