مصدر ، وهو من يؤتمّ به أو يقتدى به ، على وزن إزار لما يؤتزر به ؛ وإمام كل شيء : قيّمه والمصلح له.
قال ابن منظور :
«الإمام» كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم أو كانوا ضالين قال تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) والجمع أئمة قال تعالى : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) أي قاتلوا رؤساء الكفر وقادتهم الذين ضعفاؤهم تبع لهم. انتهى كلامه. (١)
وقال الراغب الأصفهاني :
«الإمام» هو المؤتم به إنسانا كأن يقتدى بقوله أو فعله ، أو كتابا أو غير ذلك ، محقّا كان أو مبطلا ، وجمعه : أئمة قال تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) (٢) وللفظ «إمام» معان أخرى منها :
بمعنى : «الطريق الواضح» أو «المثال» قال النابغة الذبيانى :
أبوه قبله وأبو أبيه |
|
بنوا مجد الحياة على إمام |
وبمعنى : الخيط الذي يمدّ على البناء فيبنى (٣) عليه ويسوّى عليه ساق البناء أو ليبنى مستقيما قال الشاعر :
وخلّقته حتى إذا تم واستوى |
|
كمخة ساق أو كمتن إمام |
أي كالخيط الممدود على البناء في الإملاس والاستواء.
ويأتي بمعنى : خشبة البناء يسوى عليها البناء.
وإمام القبلة : تلقاؤها. والمحادي للإبل يقال له : إمام الإبل وإن كان وراءها لأنه الهادي لها.
كل هذه المعاني المتقدمة مصاديق للمفهوم العام لكلمة «إمام» ولا بدّ ـ عند إرادة أحد مصاديقها ـ من نصب قرينة للدلالة عليه ؛ لأنّ «الإمام» إن كان إماما في جهة ما فيقيّد بها ويقال له : إنه إمام الجماعة أو الجمعة أو العسكر وما شابه
__________________
(١) لسان العرب : ج ١٢ ص ٢٤.
(٢) المفردات : ص ٢٤.
(٣) المنجد ص ٤١ ولسان العرب : ج ١٢ ص ٢٥.