وعن الحمويني والحاكم والصواعق المحرقة.
الحديث شاهد صدق على إمامة الأئمة عليهمالسلام وعصمتهم ، إذ لا يكون المكلّف أمانا لأهل الأرض إلّا لكرامته على الله تعالى وامتيازه في الطاعة والمزايا الفاضلة مع كونه معصوما ، فإنّ العاصي لا يأمن على نفسه فضلا عن أن يكون أمانا لغيره ، فإذا كانوا أفضل الناس باعتبار كونهم أمانا لأهل الأرض فإن ذلك دليل على بقائهم ما دامت الأرض ، وهذه حجة على المخالفين الذين أنكروا ولادة الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وعليهالسلام فقالوا إنه سوف يولد ؛ والسر في كونهم عليهمالسلام أمانا لأهل الأرض باعتبار نزاهتهم وقداستهم عنده عزوجل وإحاطتهم لصفاته تعالى وعبادتهم المخلصة لله سبحانه ، وهذه المكرمة التي اختصهم بها المولى تماما كمكرمة نبيّه الأعظم الذي به دفع العذاب عن العباد ما دام بين ظهرانيهم (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ...) (الأنفال / ٣٤).
ومنها : حديث السفينة : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق. رواه الحاكم في المستدرك وكنز العمال ج ٦ ص ٢١٦ وينابيع المودة.
قال الحاكم : هذا صحيح على شرط مسلم. وذكره الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٦٨ وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء ج ٤ ص ٣٠٦ وتاريخ بغداد ج ١٢ ص ١٩ والسيوطي في الدر المنثور.
والحديث نص صريح في عصمتهم إذ لو كانوا غير معصومين فلا يأمن من ركب سفن علومهم ، لأنّ المذنب لا يكون أمانا لغيره ، إضافة إلى أن النبي لا يأمر باتباع المذنب.
ومنها حديث الثقلين : عن أبي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا وأحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
رواه في ينابيع المودّة صفحة ٢٩٢ بلفظ آخر قال : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى