سائمة ؛ ويقال : سمتها إذا قصرتها على مرعى بعينه ؛ وسمتها الخسف ؛ إذا تركتها على غير مرعى ؛ ومنه قيل لمن أذلّ واهتضم : سيم فلان الخسف ؛ وسيم خطّة الضّيم ؛ قال الكميت بن زيد في الإسامة التي هي الإطلاق في الرّعي :
راعيا كان مسجحا ففقدنا |
|
ه وفقد المسيم هلك السّوام |
وقال آخر :
وأسكن ما سكنت ببطن واد |
|
وأظعن إن ظعنت فلا أسيم |
وذهب قوم إلى أنّ السّوم في البيع من هذا ؛ لأنّ كلّ واحد من المتبايعين يذهب فيما يبيعه من زيادة ثمن أو نقصانه إلى ما يهواه ، كما تذهب سوائم المواشي حيث شاءت.
وقد جاء في الحديث : «لا سوم قبل طلوع الشّمس» فحمله قوم على أنّ الإبل وغيرها لا تسام قبل طلوع الشّمس ؛ لئلا تنتشر وتفوت الراعي ويخفى عليه مقاصدها.
وحمله آخرون على أنّ السوم قبل طلوع الشّمس في البيوع مكروه ، لأنّ السّلعة المبيعة تستتر عيوبها أو بعضها ، فيدخل ذلك في بيوع الغرر المنهيّ عنها.
فأمّا الخيل المسوّمة ، فقد قيل : إنّها المعلّمة بعلامات ؛ مأخوذ من السّيماء وهي العلامة.
وروي عن الحسن البصريّ في قوله تعالى : (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) قال : سوّم نواصيها وأذنابها بالصوف.
وقيل أيضا : إنّ المسوّمة هي الحسان.
وروي عن مجاهد في قوله تعالى : (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ) قال : هي المطهّمة الحسان.
وقال آخرون : بل هي الراعية ؛ روي ذلك عن سعيد بن جبير ؛ وكلّ يرجع إلى أصل واحد ، وهو معنى العلامة ، لأنّ تحسين الخيل يجري مجرى العلامة فيها ؛ التي تعرف بها وتتميز لمكانها ؛ وقد قيل : إنّ السّوم من الرّعي يرجع إلى