والتابعين جميعا يجوز أن يطابقا هذا التأويل ؛ لأنّ من حمل الآية على أنّ المراد بها انتظار الثّواب ، ومن حمل المراد بها (١) على نظر الثواب ، لم يفصح بأنّ لفظة «إلى» في الآية هي اسم أو حرف ، وجائز على تأويله أن يكون اسما ، وإذا كانت اسما فهو التأويل الذي ذكرناه أخيرا بعينه.
وليس لهم أن يقولوا : كيف يصحّ الجمع بين قولكم : إنّ النظر لا يحتمل الرؤية جملة ، وبين ما رويتموه من تأويل من حمل الآية على رؤية الثواب ، أو ليس هذا يوجب أنّ النظر يحتمل الرؤية؟
وذلك أنّ النظر وإن كان لم يحتمل الرؤية على سبيل الحقيقة ، فقد يعبّر به عنها على سبيل التجوّز من حيث كان طريقا إليها ، والعرب قد تعبّر بالشيء عمّا يقاربه ، ويكون طريقا إليه ، فليس فيما قلناه اختلاف ولا تناقض بحمد الله (٢).
__________________
(١) في الأصل : بهما.
(٢) الملخص ، ٢ : ٢٥٧ وراجع أيضا الأمالي ، ١ : ٦١.