القول قبل نزول القصار ، أو يكون الهاء راجعة في هذا المكان عليه عليهالسلام وهو لأن مثله ممّن لم يستفد من المخلوقين العلم والحظّ لا يأتي بذلك ولا أولاه بالاجابة عن هذه الشبهة ، فلما يرد من عنده المزيّة القويّة الراجحة ، لا أعدمه الله تعالى التوفيق وقمع به كلّ ضالّ وزنديق.
الجواب :
إعلم أنّ الذي يعلم أنّ هذا الذي حكي في المسألة من الكلام المسجوع ليس بمعارضة للقرآن ، وأنّ معارضته لا تتأتّى في أنف الزمان ، كما لا تتأتى في سالفه. أنّ من المعلوم ضرورة أنّ الذين تحدّوا بالقرآن من فصحاء العرب وبلغائهم وخطبائهم وشعرائهم كانوا على المتأخرة لو كانت متأتية غير ممنوعة أقدر وبها أبصر وأخبر.
فلمّا وجدناهم مع التصريح والتعجيز وتحمل الضرر الشديد في مفارقة الاديان والاوطان والربانيات والعبادات قعدوا عن المعارضة ، ونكلوا عن المقابلة علمنا أنّ من يأتي بعدهم عنها أعجز ومنها أبعد.
وإنّ كلّ شيء تكلّفه بعض الملحدين في هذه الازمان القريبة وادّعوا أنّه معارضة ليس بواقع ؛ لأنّ ما يقدر عليه أهل زماننا هذا من كلام فصيح ، ذلك السلف عليه أقدر و [ما] أعجز عنه ذلك السلف ، فمن يأتي بعدهم أولى بالعجز.
وهذا دليل في نفي المعارضة ، وما يحتاج معه إلى تصفّح المعارضات وتأمّلها وبيان قصور منزلتها عن منزلة القرآن.
فأمّا هذا الكلام المسطور المحكي في المسألة كلام لا فصاحة له ولا بلاغة فيه ، ولا يتضمّن معنى دقيقا ولا جليلا ، فكيف يعارض به ويقابل ما هو في غاية الفصاحة ، والكلفة والتحمّل فيه ظاهر.
وأين قوله : «لقد أتيناك المفخر» من قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)؟ وأين قوله : «فتهجد لله واشهر» من قوله : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)؟ وأين قوله : «فاصبر فعدوك الاصغر» من قوله : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)؟ ومن له أدنى علم