الاسم في القرآن المجيد ست مرات (١) ، قال تعالى : (انَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً). (النبأ / ١٧)
إنّ هذا التعبير عميق جدّاً يدلّ على الافتراق في ذلك اليوم العظيم مثل : افتراق الحق عن الباطل وافتراق صفوف المؤمنين والصالحين عن صفوف الكفار والمجرمين وافتراق الأخ عن أخيه والام والأب عن الأبناء وافتراق مصير الصالحين عن مصير (الطالحين) الفاسقين.
ويأتي هذا التعبير تارةً بمعنى يوم القضاء والتحكيم ؛ ذلك لأنّ القاضي يفصل النزاع بحكمه ، لذا أُطلِقَ «الفصل» على الحكم والقضاء لأنّه السبب في نهاية النزاع.
* * *
٧ ـ يوم الخروج
جاء هذا التعبير في آية واحدة من القرآن المجيد في سورة ق الآية ٤٢ وذلك من خلال الإشارة إلى نفخ الصور الثاني ، قال تعالى : (ذَلِكَ يَوْمُ الْخُروجِ). (ق / ٤٢)
نعم ، إنّه يوم الخروج من الموت إلى الحياة ومن عالم البرزخ إلى عالم الآخرة ومن الباطن إلى الظاهر ومن الخفاء إلى العلن!
وجاء هذا المعنى بصورة اخرى قال تعالى : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) (٢). (المعارج / ٤٣)
ويدلُّ هذا التعبير على أنّ أحداث يوم القيامة في أوّل الأمر تمرُّ بسرعة هائلة ، وفي نفس الوقت استُعمل هذا التعبير للطعن والاستهزاء بعبدة الأوثان الذين يعتبرون الأوثان من أهم الامور في حياتهم ، وقد استقطبت الأوثان أكثر أصحاب العقول الناقصة ، فقد وصلوا إلى حدٍ من الجهل جعلهم يعتبرون الهرولة نحو الأصنام من اوضح مصاديق «الاسراع» في العبادة ،
__________________
(١) الصافات ، ٢١ ؛ الدخان ، ٤٠ ؛ المرسلات ، ١٣ و ١٤ ، ٣٨ ؛ النبأ ، ١٧.
(٢) «سراع» جمع «سريع» (على وزن ظِراف وظريف) بمعنى الشخص أو الشي الذي يسير بسرعة. و «نُصُب» جمع «نصيب» و «نُصب» «نَصْب» على وزن (كَسْب) في الأصل بمعنى الشي الذي ينصب في مكانٍ ما ، لذا لم يطلق إلّاعلى المحل الذي يُنْصب فيه. قالوا إن الفرق بين النصب والصنم هو أنّ الصنم له شكل معيّن لكن النصب حجر خالٍ من أي صورة ، وكانوا يعظمونه ويذبحون له القرابين.