إنّه اليوم الذي يلتقي فيه الأولون والآخرون.
يوم تلاقي دعاة الحق ودعاة الباطل بأعوانهم.
يوم تلاقي الظالم والمظلوم.
يوم تلاقي أهل الجنّة وأهل النار!
نعم ، إنّ الهدف الرئيس من بعث الأنبياء ونزول الكتب السماوية هو تحذير وانذار العباد من ذلك اليوم ، يوم التلاقي العظيم وما أعجبه من مفهوم واسع ورهيب.
* * *
١٥ ـ يومٌ ثقيل
وهذا الاسم أيضاً من الأسماء التي وردت مرّة واحدة في قوله تعالي : (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوماً ثَقِيلاً). (الإنسان / ٢٧)
إنّ نعت ذلك اليوم بالثقيل هو وصف واسع وعميق المعنى : ثقيل من حيث المحاسبة وثقيل من حيث المجازات وثقيل من حيث الفضائح وثقيل من حيث شدائد الحشر وثقل المسؤوليات وثقيل من حيث الذنوب التي تثقلُ كاهل المجرمين! وعبّر ب «يذرون وراءهم» مع أنّ القاعدة تقتضي أن يقال «أمامهم» وذلك من أجل الإشعار بأنّ المجرمين نسوا ذلك اليوم إلى حدٍ كأنّه تركوه وراءهم.
* * *
١٦ ـ يومُ الآزفة
إنّ كل اسم من أسماء يوم القيامة يحمل في طياته خطاباً متميزاً ، ومنها اسم «يوم الآزفة» الذي ورد مرّة واحدة في القرآن المجيد (التعبير بـ «الازفة» ورد مرتين ، ولكن «يوم الازفة» مرّة واحدة) قال تعالى : (وَأَنْذِرهُمْ يَوْمَ الازِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ). (المؤمن / ١٨)